نقد الحكومة أم نقد المجتمع؟

من المعتاد أن نقوم بتوجيه النقد ، الناعم أحياناً والخشن أحياناً أخرى ، إلى سلوك الحكومة ، إما لأنها تفعل ما لا نريدها أن تفعل ، او لأنها تمتنع عن فعل ما نراه الصواب الذي نريده. هذا النقد لا ُيحرج الحكومة كثيراً ، لأنه يأتي باتجاهات مختلفة وربما متناقضة يلغي بعضها بعضاً ، فليس هناك اتفاق بين النقاد أو الجمهور على ما يجب على الحكومة أن تفعل أو لا تفعل في هذه الظروف أو تلك.

في الجانب الآخر فإن أكثر النقاد يترددون كثيراً في توجيه النقد إلى الشعب ، مع أننا نعرف تماماً أن هناك ممارسات شعبية غير مقبولة ، تستوجب إعادة النظر ، ويجب استخدام الحوافز الإيجابية والسلبية للحد من أضرارها ، بما في ذلك الغرامات والعقوبات التي قد تصل لحد السجن ، مثل التعبير عن الفرح بإطلاق النار وتعريض الأبرياء للخطر.

في الأخبار أن إنفاق السياح الأردنيين في الخارج يسـجل ارتفاعاً متوالياً سنة بعد أخرى ، وهو في حالة نمو متسارع ، سواء كان الاقتصاد الأردني في حالة ازدهار أو اختناق ، فهناك فئات واسعة لا يهمها ولا يؤثر عليها ما إذا كان الاقتصاد في حالة صعود أم هبوط.

إنفاق الأردنيين في الخارج لم يصل بعد إلى مستوى مليار دينار سنوياً ، ولكنه يقترب من هذه المحطة ، وقد تجاوز مليار دولار أو 4% من المديوينة الكلية أو أكثر من 10% من المديونية الاجنبية.

ليس في نيتي تقديم جردة ببعض الإحصاءات المثيرة للانتباه ، فمن يحصي عدد المطاعم في عمان قد يعتقد أن الأردنيين لم يعودوا يأكلون في بيوتهم وأن المطبخ سيلغى قريباً من البيت الأردني.

نستطيع أن نمر مر الكرام بكثافة حركة العمرة يجري أداؤها من قبل أشخاص غارقين حتى آذانهم في الديون المستحقة ، أو يعتمدون على الاقتراض من البنوك التجارية والإسلامية لتمويل هذا النشاط المطلوب من القادرين مالياً وصحياً.

أخيراً فقد دلت استطلاعات الرأي ، التي يجريها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ، أن نسبة عالية من المواطنين تعتقد أن نقد الحكومة لا يخلو من الخطر. والحقيقة أن نقد الحكومة أكثر أماناً من نقد القوى الداخلية المعروفة التي تعتقد أنها تملك الحقيقة المطلقة.

الراي  2017-07-09