أقصانا وليس هيكلهم
البطولية ضد العدو الصهيوني التي لن تنتهي حكما طالما الاحتلال مستمرا، وهي لن تكون الاخيرة مهما أتت ردة فعل نتنياهو شديدة؛ فقد كان هناك دائما ردود فعل اسرائيلية إجرامية شديدة وكلها لم تتمكن من وقف المقاومة والجهاد. كما انه لا يوجد جديد في ردود الفعل العربية والاسلامية والدولية، وإن هذه المرة كان هناك عربيا من صمت دهرا ونطق كفرا.
الجديد الذي يجري الان هو ما يتعرض له المسجد الافصى، فقد عمدت قوات الاحتلال الى منع المسلمين من الصلاة فيه وسرقة مفاتيحه وإغلاقه الكترونيا، واكثر من ذلك اعلان السيادة الاسرائيلية عليه بتزامن مع قانون كنيست يمنع تقسيم القدس على أساس انها كلها يهودية، والحال يعني تحولا بإلغاء صفة الاسلامية عن كافة الاماكن فيها دونما اعتبار لاي مشاعر واي قوة ردة فعل ايا كان مصدرها.
الدول العربية مجتمعة تقف متفرجة على الإجراءات الاسرائيلية وأحسنها الذي اكتفى بطلبه من نتنياهو فتح المسجد وحسب فقط، والدول الاسلامية ليست أحسن حالا، وها هي تركيا تصمت وكأن الأقصى ليس من اختصاص اسلامها. ومثلها ماليزيا واندونيسا وافغانستان وباكستان والاخريات الباقيات كذلك، وايران هذه المرة ليست أفضل حالا رغم يومها الشهير المخصص للقدس وقد صمتت اليوم عن إغلاق المسجد ولم تسعفنا بمجرد بيان تهديدي كما عودتنا.
الموقف الدولي لا جديد فيه وينظر للتطورات الاخيرة في ذات سياقه المعهود ولم يدعوا بعد لضبط النفس واغلب التقدير انه سيدين العملية البطولية، وسيعتبرها إرهابا دون ملاحظة اغلاق الاقصى واستمرار قتل الفلسطينيين قبل وبعد العملية. اما سلطة رام الله فهي الأكثر وضوحا وصراحة حيث ادانت العملية البطولية ولم تسمع بعد عن إغلاق المسجد وإعلانه تحت السيطرة اليهودية.
الشارع العربي والاسلامي الذي يتحرك بعيدا عن مواقف حكوماته الرسمية بحال افضل لجهة التململ والرفض والتذمر من الممارسات الاسرائيلية، وهو سيبقى كذلك اجمالا غير ان تأثيره ما زال محصورا جراء المنع والقمع، لكنه سيستمر والمراهنة الاساسية ستبقى عليه كونه المتوفر الوحيد، والامر لا يعني ان حكومة العدو ستتمكن من تنفيذ مخططها التهويدي لان اللحظة الحاسمة التي ستقلب كل الموازيين لا بد وانها قادمة ولن يكون الحال نفسه لما أحرق الصهاينة الاقصى، وانتظرت غولدا مائير زحف العرب الذي لم يتم وهذه المرة لن يعيد التاريخ نفسه، ربما ولعل وعسى.
السبيل 2017-07-19