الجبناء يخشون فقط القوة.
مرة جديدة ينكشف زيف القوة الاسرائيلية، وسقوط هيبة الجيش الذي لايقهر وفقدان كفاءة الشرطة الاسرائيلية، فالمقدسيون وفي القرى المحيطة كشفوا امام الكاميرات مدى جبن جنود الاحتلال، وبالرغم من السلاح والعتاد واليات القمع والقتل الا ان نتنياهو المتغطرس رجع بعد ان ارتفع موجة غضب المقدسيين بدعم فلسطيني واردني واضح دون مواربة، ومع زيادة اعداد الشهداء والجرحى الا ان المرابطين واصلوا التمسك بالاقصى الشريف والتراب الفلسطيني، الاردن بدوره قال كلمته مدوية وانتقد جلالة الملك الممارسات الإسرائيلية في قضيتي السفارة، والمسجد الأقصى، وصف تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمستفز والمغذي للتطرف في المنطقة، مؤكدا أن الأردن لن يتنازل عن حقوق الأردنيين.
تراجع نتنياهو امام غضب الفلسطينيين يوكد ان الجبناء الصهاينة يخشون فقط القوة، وان اتفاقية وادي عربة وملحقاتها في قطاعات عديدة يفترض ان تشكل قيدا على الصهاينة الذين لا يلتفتون كثيرا الى متطلبات الالتزام بها، فالاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والمشاريع المختلفة والتعاون في قطاعات بالغة الحساسية يجب ان تلجم التطرف المفرط لليمين الاسرائيلي الذي حول الكيان الصهيوني الى ارهاب دولة، لذلك يصادر الاراضي ويبني المستوطنات ويقتل الاطفال والنساء والشيوخ دون مبررات، ولا يتردد الصهاينة في توجيه التهديدات للاردن ولديهم مناهج تدريس وتثقيف في المدارس والمعاهد تؤكد انهم ينظرون الى الاردن بنوع من العدوانية.
ومنذ معركة الكرامة التي اسقطت اسطورة الجيش الذي لا يقهر في 21/3/1968، وخلال العقود الثلاثة الماضية كرست انتفاضات متلاحقة للفلسطينيبن مدى هشاشة الجندي الاسرائيلي، وان السلاح وحده لايكفي وان اسرائيل لن تستمر وان طالت السنوات وانها تتفكك تدريجيا، وان تسريع هذا الهدف يتطلب تشددا مع هؤلاء الجبناء الذين اذا ما انفردوا بمدنيين عزل يسارعون الى القتل بدم بارد لاعادة خلط الاوراق وبث سموم الحقد في النسيج الاجتماعي في الاردن وفلسطين.
ان صراع الفرسان له قوانين ومعايير.. فالقوة تلازمها الرحمة والعفو، اما الصراع مع الجبناء الغادرين فإن الرحمة معهم يفترض أن تنسى في القوانين، وان التراب اولى بهم، فالموقف الاردني القوى والصريح للقائد حيال الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى، وعلى جريمة السفارة والاستفزاز السياسي التي مارسها نتنياهو ومحاولة إيذاء الاردنيين قيادة وشعبا لن تمر كما يريد اليمين المتغرطس، بدءا من استشهاد القاضي زعيتر الى عمرو الى جريمة الرابية، فالصهاينة لايفرقون بين شيخ او شاب او يافع، لايفرقون بين اردني او فلسطيني، كما لايفرقون بين مسلم او مسيحي..الشيء الثابت انهم يخشون القوة وهذا هو بيت القصيد.
الدستور 2017-07-30