الضفة الغربية بين دروس المقدسيين ومنظري التصهين
تزايدت عدد الاقتحامات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية؛ ولم تقتصر الحملات على الاعتقالات بل ترافقت مع عمليات استيلاء على المنازل وتصفيات جسدية للفلسطينين؛ ولعل أبرز الاقتحامات كان الاستيلاء على منزل عائلة التميمي في الخليل وترحيل اهالي بلدة شوشحلة بالقرب من الخضر لضم اراضيها لمستوطنة دانيال.
التصعيد الصهيوني وعجز السلطة عن مواجهته وعدم وجود رد فعل او اجراءات عربية او اممية أسهم في تصاعد الحملة الصهيوينية، وكاد الامر ان يتسبب بكارثة في القدس والاقصى؛ أجهضه المقدسيون باحتشادهم لمواجهة الإجراءات الصهيوينة وتعطيلها؛ بل وتحقيق نصر هدد انجازات الكيان على مدى السنوات الماضية.
تأثير النجاح المقدسي على الارض لم يتوقف عند حدود إجهاض الاجراءات الصهيونية بل وضرب عرض الحائط بمشاريع التصهين ومنظرية بعد ان بلغ التصهين ذروته بدعوة احد منظريه الفلسطينين الى القبول بولي الامر نتنياهو، وضرورة طاعته ومبايعته؛ الى ان جاء الرد المقدسي واضعا مشاريع التصهين والتطبيع في خطر محدق وحالة انكشاف وعري وانكسار.
المواجهة في الضفة الغربية تسير بذات الاتجاه وان كانت بوتيرة بطيئة، الا انها ايضا صاعدة في ظل العجز عن مواجهة الاجراءات الصهيونية؛ يلهمها نصر المقدسين الذي تحول الى انموذج ليس في الضفة الغربية وحدها بل والاقليم لمواجهة المتصهينين ومنظريهم.
الاجراءات الصهيونية في الضفة الغربية لم يعد بالامكان ردعها الا عبر تحركات جماهيرية واسعة فهي الحل الامثل للتصدي للاحتلال وماكنته العسكرية في ظل الفشل العربي والعجز المطبق للسلطة الفلسطينية؛ ما يعني ان الضفة الغربية دخلت عمليا في مرحلة جديدة من المواجهة مع قوات الاحتلال الصهيوني، يتوقع ان تزداد سخونة خلال الاسابيع المقبلة فمحاولات الكيان لتعويض الهزيمة في القدس ستزيد من الضغوط على فلسطينيي الضفة الغربية، وستعمل على تفجر مواجهة جديدة وواسعة في ظل انكسار كبير وهزيمة ساحقة للمتصهينين في المنطقة.
السبيل 2017-07-30