وثيقة ستجعل رؤوسكم تدخن " هيشي " !
المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لم نفاجأ ، أو على الأقل أنا شخصيا – بالارقام التي أعلنتها هيئة تنظيم الإتصالات أمس عن أن مشتركي الهاتف الخلوي بلغت نسبتهم 103 % من عدد السكان ، أي ستة ملايين و350 ألف مشترك في المملكة .
وأيضا لم أفاجأ بأن نسبة مشتركي الهاتف الثابت هو 8 ، 8 % من عدد السكان .
وكم كنت أتمنى – كأردنية – أن تكون كل هذه العوائد التي تتأتى للشركات الخاصة من مشتركي هذه الخدمة الخلوية فضلا عن الثابتة تصب في جيب خزينة البلد ، بدل أن تذهب للشركات التي اشترت شركة الإتصالات بتراب المصاري مع أنها لم تكن شركة خاسرة أبدا .
كان بالإمكان تنظيم شركة الإتصالات نفسها وتحديث كوادرها بمن درسوا على حساب البلد من مهندسين وغيرهم ، واجتراح ما يجاري خدمة الشركات الخاصة ، إن تم اعتماد الامر على أن شركة الإتصالات شركة مملوكة بالكامل للحكومة ، أو على الأقل تمتلك الحكومة النسبة الأعلى من أسهمها ، ولا بأس حينها في أن يربح القطاع الخاص وصحتين على ألبو .
حلوة ألبو !.
لقد حصلت على وثيقة تجدونها منشورة في ذيل هذا الموضوع لا تنبئ بخير بالمرة ، وتكشف أن الذين كانوا طوال الفترة الماضية يروجون للخصخصة " المطلقة " التي لم تبق شيئا إلا أتت عليه وجعلته كالرميم ، كانوا يضحكون علينا ويأكلون بعقلنا دبسا غير مصفى ويستصغرون أحلامنا وثقافتنا وما أوتيناه من ( شوية ) فهم ، بحيث صوروا الأمر وكأنه جنة الفردوس التي تجري تحتها الأنهار وليس من تحتها الأنهار كما يقول علماء البلاغة وهذا أبلغ وأعمق ..
خربوا بيتنا ، وتبين لنا ( من خلال الوثيقة التي ستطالعونها بعد قليل ) أن شركة الإتصالات بيعت فعلا ببلاش ، فلنتخيل لو أن هؤلاء الستة ملايين يشتركون في شركة تمتلكها البلد وأجيال شعب البلد ، إّذ إن ما يدخل جيوب الشركات يوميا يعتبر مصيبة مقارنة بما يدخل خزينة الدولة سنويا كعوائد تجديد ترخيص وغيره تبين لنا أن بعضها منح لسنوات كحصرية ما فيش غيرها وبالقانون .
منذ بدأت خصخصة الإتصالات وكل الذي دخل جيوبنا – كدولة – هو 940 مليون دينار خلال 8 سنوات كعوائد مباشرة ولا أتحدث هنا عن غير العوائد لكي لا يتفلسف أحدهم كالعادة .
ألله أكبر ، أنظروا إلى مهزلة المهازل التي أوقعتنا فيها الخصخصة .
قد يقول قائل : إن اللي فات مات ، فلنتحدث عن المستقبل ، ولكني أقول :أي مستقبل ، هل القصد مستقبل الشركات على حسابنا وحساب مستقبل أولادنا .
من لا يقرأ الماضي لا يفهم المستقبل ، وبالمقابل : فإنه ما من شيئ يخصص الآن ، اللهم إلا الإنسان ، وعندما ربطونا بمديونية لولد الولد فإنهم بذلك خصخصونا رغم أنفنا ، نعم ، نحن مخصخصون وغارقون إلى الأذقان ولا يحق لأي منا المكابرة وادعاء أمر غير موجود .
الرقم الذي اعلناه عن الإتصالات لا يعني صافي الارباح ، بل هناك نفقات تدعى : " مصروفات " تحكمت في القضية كلها و " خصمت " من عشرات الشركات التي خصخصت أو مرفقاتها مبلغ مليار دينار بالتمام والكمال ، يعني خصخصنا بمليار وشوي ، ودفعنا لنخصخص مليار إلا شوي .
لا أتحدث من بنات أفكاري ، شاهدو الوثيقة ، هي التي تقول إن المقبوضات كذا ، والمصروفات كذا .. ( نهاية الوثيقة ) .
مثلا : عوائد خصخصة الملكية لم تدخل على الخزينة إلا مبلغ 940 مليون دينار ، أشطب منها ديون الملكية التي هي بمئات الملايين وغيرها من نفقات ، تجد أن الملكية أدخلت علينا بضع ملايين فقط .
أنظروا إلى خانة ضمانات السندات ، ، ولا تعجبوا لان العجب لن يفيد .
لاحظوا كيف أن عوائد الخصخصة خلقت لها أبواب متنوعة تحت مسميات مختلفة من مثل : ( مصروفات ) وقبل أن أترككم أضرب لكم مثالا حيا تجدونه في الوثيقة :
قلنا إن خصخصة الملكية وتوابعها من شركات أدخلت على الخزينة مبلغ 285 ( أقرأوا الملكية في باب المقبوضات في أعلى الوثيقة )
من ثم انزلوا على باب المصروفات واقرأوا ماذا أنفقنا من الـ 285 مليونا التي قبضناها وستجدون المصيبة تمشي على قدمين ..
ستجدون يا سادة : أننا قبضنا الـ 285 ودفعنا منها كسداد ديون على الملكية مبلغ 101 مليون دينار ، أحسبوها أنا " لخمة " في الرياضيات .
كل الذي أطلبه منكم لتتبينوا صدق قولي أن الخصخصة خربت بيتنا هو أن تقرأوا المقبوضات ( أي الذي قبضناه من الخصخصة ) وتنزلوا إلى منتصف الوثيقة وتقرأوا ( المصروفات ) وعليكم المقارنة .
بطلت أجمع ، بدي أشرب بانادول والله مو قادرة أكتب بطريقتي ، ومرروا لي أياها هالمرة .