تعال يا أخي معي..!!

تم نشره الجمعة 04 آب / أغسطس 2017 12:47 صباحاً
تعال يا أخي معي..!!
حسين الرواشدة

إما ان تنحاز للناس ومطالبهم وحقوقهم في الاصلاح الحقيقي، واما ان تظل واقفاً تتفرج، بانتظار نهاية “الماراثون”!
اذا كنت من الصنف الاول فأنت مواطن تعرف ما لك وما عليك، وتفهم ما يدور حولك, وتؤمن بأنك جزء من مجتمع وبأن لك نصيبا فيه، وتتصرف وفق ما يمليه عليك ضميرك بعيداً عن “فزاعات” التخويف والاجندات التي يريد البعض ان يجرك اليها.
من حقك - حينئذ - ان ترفع لافتة “المواطنة” على اساس الشراكة، وان تجد لك “مقعداً” في ميادين الفعل والعمل، وان تنتزع حقوقك التي تستحقها، وان تطرد من داخلك هواجس التاريخ والمستقبل، وان تستعيد حضورك وشرعية وجودك ايضاً.
اما اذا كنت من الصنف الثاني فستبقى في حيرتك، وسيأخذك الانتظار الى طريق مسدود، ولن يكون بوسعك ان تصطف في “طابور” الحقوق او ان تطهر ذاكرتك من الشك او ان تحصد ثمار ما زرعه غيرك. كما انك لن تجد لك مقعداً لا في الملعب ولا على مدرجات المتفرجين.
ثمة من يريد ان يقنعك بأنك “ضحية” ولا علاقة لك بما يحدث، او بأنك “فائض” عن الحاجة، او بأن “خصوصيتك” او تجربتك المرّة تفرض عليك ان تظل واقفا على الرصيف، وثمة من يحاول ان يزرع بداخلك اسئلة من اللاجدوى والخوف والتردد، او اجابات “طازجة” عن الحكمة والمصلحة وحسابات الحقل والبيدر.
اذا اقتنعت فلا نصيب لك من المستقبل، ولا شيء يسوّغ لك ان تقف على رجلين اذا دقت ساعة الاصلاح، أو ان تمد يدك لتصافح الذين خذلتهم في الامس، بأي “عين” ستقابلهم، وبأي كلام ستواجه اسئلة ابنائك حين تسرد عليهم قصة اولئك الذين تثاقلوا الى الارض وسحبتهم حساباتهم ومخاوفهم الى الظل؟!
حين تدقق في مواقفك من المواطنة والشراكة، وفي نضالك من اجل حقوقك وفي النسيج الاجتماعي الذي تعبت في “حياكة” اطرافه، وفي العيش المشترك الذي اضاء دروبك، تدرك على الفور بأنك جزء اصيل من معادلة قامت على موازين “الاخوة” واستقرت في تربة المحبة، وكسرت حواجز الشك والخوف والتعصب والفرقة!
أنا وأنت واحد في هذه الموازين مهما كانت معادلاتها، لم اتركَّ لحظة فكيف “تستقيل” من “الشراكة” وكيف تدير ظهرك للتاريخ وكيف ترد يدك عن يدي الممدودة، وكيف تدير عني وجهك حين اقول لك: تعال يا أخي معي.
لا شيء يمنعني من ان أقدر مخاوفك وان التمس الاعذار لعزوفك وشرودك وحيرتك، لكن من قال إننا لا يمكن ان نتفق، نحن نريد معاً ان نبني وأن نتعاون ونتدافع نحو مصلحتنا، مصلحة الوطن، ونحو مستقبلنا: مستقبل البلد، ونحو كل عزيز عليك وعليّ ايضاً، نحن نريد ان نتحرر من هواجسنا وان نتجاوز ذكرياتنا الاليمة، وان نبدد ما عكر صفونا من غبار.
أنا وأنت، مهما كانت مواقفنا السياسية أو اتجاهاتنا الدينية أو اعراقنا وأصولنا، مهما كانت مواقعنا ونوازعنا، فنحن “مواطنون” أردنيون ودربنا الوحيد للمستقبل يمر من بوابة “الاصلاح” فلا تمطّ - أرجوك - شفتيك متعجباً، ولا تظن أنني “ازاود” عليك.. نحن في المركب معاً ويجب ان نبقى معاً حتى النهاية!

الدستور 2017-08-04



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات