في فلسفة اللذة!

تم نشره الجمعة 04 آب / أغسطس 2017 12:46 صباحاً
في فلسفة اللذة!
حلمي الأسمر

-1-
في صلب فلسفة اللذة.. لا تكن كالأثرياء الذين يبنون القصور، كي يسكنها ورثتهم!
وفي فلسفة اللذة أيضا.. تعلم أن تستمتع بك!
أجمل ما في الكأس، لا ليس ما في قعره، ولا الرشفة الأولى، ولا نصفه الممتلىء بل في أن تملأه كاملا ويفيض، وكلما ارتويت منه، عدت وملأته!
في أعماق كل منا ينابيع من النشوة، هل جربتم كيف تستمتعون بأنفسكم، وتستثمرون مخزوناتكم من اللذة؟
أحيانا، حتى ونحن في قمة النشوة، نحتاج للقليل من الشقاء، كي نستلذ بحلاوة اللقاء!
-2-
ثمة بوح صامت، وبوح صارخ، البوح الصامت أكثر نفاذا إلى سويداء الروح، وغير قابل للتأويل، كالبوح الصارخ..
البوحُ الصّامت... أنْ تَثْمل بذلك النبيذ الذي لم يُعْصر بَعْد؛ ولمْ يَزل مُخْـتَـزَنًا في كُروم العِنَب.
..وبعض الكلام يحتاج قراءة ثانية وثالثة، أما الصمت.. فهو الذي يقرؤنا، لأن ما يقوله، أكثر بكثير مما لا يقوله!
-3-
في بعض الأحيان، تنتقي من الكلام أعذبه، ومن المشاعر أروعها، ومن الخفقات أكثرها إطرابا، ومن الهمسات ما يثير القشعريرة في القلب، ولكنك -للأسف- لا تجد من تجود بها عليه، أو لمن تهديها، فتدخرها لمن يستحق، حتى إذا طال انتظاره، وفتحتها، وجدتها إما منتهية الصلاحية، أو غير صالحة للاستعمال!
قال الشاعر الجاهلي: أوزع جسمي في جسوم كثيرة.. إلخ، 
ترى.. كم «جسما» تحيي لو فكرت بالتبرع ليس بأعضائك، بل بما تمتلك من مخزونك من «الفرح» الذي قد تنتهي صلاحيته وهو مخزن في المستودعات؟
كل منا يمتلك «ثروة» ثمينة، ليته يعرف، كيف يستثمرها، ويَسعد بها، ويُسعد الآخرين، وليته يعرف أيضا، أن كثيرين يتمنونها!
كم يخسر أولئك الذين تمر بهم لحظة فرح عابرة، ولا يعطونها تأشيرة «إقامة دائمة»!
-4-
تنتبه أحيانا من نومك، ذات صباح، فتشعر أنك محض «حطام» أو كلمات مبعثرة، ولكنك سرعان ما تتجمع، وتلتم، وتلتئم شقوقك، بكلمة جميلة، او هاتف عذب! لو علمنا قيمة هذه «المبادرات» الجميلة، لكانت الحياة أكثر احتمالا بكثير!
-5-
في الشرق، نربي الحرمان، ونتعهده بالعناية، كما نربي أطفالنا، ونرضعه من حليب الكبت، والقهر، وحين ينفجر في وجوهنا، نصرخ وننادي بالانتقام، غسلا للعار!
كم كلمة «أحبك» محتبسة في حوصلات أبناء الشرق، تغص بها حلوقهم، ولا يقولونها.. إلا بعد فوات الأوان، فتنفجر ... كما تنفجر الزائدة الدودية!
-6-
إلى أمي التي لم تلدني بعد: كل صباح، حينما أستيقظ، أشعر برغبة عميقة بالاعتذار، وأتساءل: كيف تجرأت على ألا أحلم بكِ؟

الدستور 2017-08-04



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات