بالمقاومة يواجه الاستيطان
يفتخر رئيس وزارء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن ما قامت وتقوم به حكومته من أجل الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لم تقم به أي حكومة اسرائيلية من قبل.
جاء ذلك، وهو يضع، الخميس الماضي، حجر الأساس لحي استيطاني جديد في مستوطنة بيتار عيليت بالضفة الغربية يتضمن إنشاء 1100 وحدة استيطانية. ولم يتوقف عند هذا الحد، ولكنه أراد تطمين المستوطنين، بأن حكومته تولي الاستيطان أهمية كبرى، ولا تهتم لموقف الفلسطينيين ولا العرب ولا المسلمين ولا مجلس الأمن في الامم المتحدة ولا أي موقف غربي اوروبي او دولي مناهض للاستيطان، فأعلن أن السلطات الاسرائيلية بدأت العمل "بسرعة من أجل إقامة مستوطنة عميحاي" والتي ستكون أول مستوطنة جديدة في الأراضي الفلسطينية منذ ربع قرن.
واضح من تصريحات نتنياهو وتوجهات وقرارات حكومته على صعيد الاستيطان، أنه لا يقيم وزنا لأي معارضة فلسطينية او عربية أو اسلامية أو دولية للاستيطان، وأنه ماض في تكريس الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة رغم الرفض، ورغم قرار مجلس الأمن الدولي واعتباره الاستيطان غير شرعي.
نعم. يستطيع رئيس وزراء الاحتلال التفاخر، فهو يمثل سلطة الاحتلال والقوة، وهو يستطيع بالحديد والنار والقتل والعدوان أن يفرض سياسة حكومته العنصرية.
ويظهر هذا الاهتمام من قبل نتنياهو وحكومته اليمينية بالاستيطان، أنه غير معني على الإطلاق بالسلام والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، ولذلك هو يعمل دائما على تقويض أية مفاوضات من خلال دعم المستوطنين، وزيادة أعداد الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.. وها هو يعمل على بناء مستوطنة جديدة.
كما أن تنديدات السلطة الفلسطينية الدائمة بالقرارات والتوجهات الاستيطانية لسلطات الاحتلال لاتؤثر أبدا على نتنياهو، ولاتبطّئ من حركته الاستيطانية، بل على العكس، يبدو أنه يستغل ضعف السلطة، وعدم قدرتها على فعل أي شيء يوقف الحركة الاستيطانية للمزيد من الاستيطان، والدفاع عن المستوطنين، وزرعهم في كافة الأرضي الفلسطينية.
نتنياهو يحطم عن قصد حل الدولتين.. ولا يعني ذلك، أنه يؤمن بدولة واحدة تضم الفلسطينيين والاسرائيليين، فهو لا يؤمن بذلك، وإنما يؤمن بدولة يهودية واحدة، لاتضم الفلسطينيين وإنما اليهود فقط، ولذلك يزرع المستوطنات، ويسعى إلى طرد الفلسطينيين من بلادهم.
هو، يخطط لذلك، ومن المؤكد أنه سيصطدم بمقاومة الشعب الفلسطيني الذي أثبت أنه قادر في كل الظروف على المقاومة والتصدي لمخططات الاحتلال. وأعتقد أن معركة المسجد الأقصى المبارك الأخيرة تثبت أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر.
الغد 2017-08-05