إيران وأرقام قتلى الجيش والمدنيين في الموصل

تم نشره الأحد 06 آب / أغسطس 2017 12:44 صباحاً
إيران وأرقام قتلى الجيش والمدنيين في الموصل
د.فطين البداد

فجر هوشيار زيباري ، وزير المالية ووزير خارجية العراق السابق ، والعضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردي مفاجأة من العيار الثقيل  أغضبت الحكومة العراقية بجميع مستوياتها   حينما  قال بأن عدد القتلى المدنيين في الموصل وصل إلى 40 الفا .

زيباري لم يكتف بذلك ،بل قال إن لديه معلومات استخبارية ويتحدى أن يتم تفنيدها  ،تقول : بان هناك مئات الجثث ( من الأطفال والنساء والشيوخ  ) لا زالت تحت انقاض المدينة  التي تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي من الجيش والحشد الإيراني وغارات من الطيران العراقي والأمريكي لم يسبق لها مثيل باستخدام " القوة المفرطة " وفق ما قال ،  مما خلف هذه الأعداد الهائلة من الضحايا المدنيين .

ما يقوله زيباري لا تكذبه الوقائع على الأرض ، ولا ما جرى في الموصل التي أكدت كاميرات فضائية ومعاينات حسية  أنها هدمت بأغلبها .

وإضافة لما قاله  ، فإن هناك بعض التسريبات بالصوت والصورة لآلاف العراقيين السنة ممن تم اختطافهم  ووضعوا في صناديق تدعى : " سجون" بحيث بدا هؤلاء وكأنهم " سردين بشري " وأظهرت التسجيلات بأنهم لا يكادون يتنفسون إلا بشق الأنفس من ضغط الزحام ، وهو ما أكدته لاحقا " مضطرة "  تقارير محلية ودولية تتحدث عن المخطوفين من الأطفال والشبان ومن النساء ومن الشيوخ ممن  يتجاوز بعضهم الستين والسبعين عاما وأكثر ، تم إخفاؤهم منذ سنوات وشهور وأسابيع  في أماكن مجهولة ،  وتتحدث معلومات  عن عمليات قتل ممنهجة  تتم بحق هؤلاء المنسيين وعلى دفعات بدون حسيب ولا رقيب لا من  التحالف ولا من أحد خارجه من منظمات مدنية وحقوقية أو صحفية .

وإذا كان الخلاف بين بغداد  والإقليم الكردي حول الإستفتاء  سببا في كشف زيباري هذه المعلومات والأرقام ، فإن التنافس  بين العبادي ونوري المالكي ( الإثنان من حزب الدعوة الذي أسسته  وتشرف عليه إيران ) جعل المالكي يتحدث بما هو أخطر بالنسبة للعراقيين  ، حينما كشف أعداد القتلى من الجيش والحشد في معركة الموصل ليحرج العبادي أمام قواعده الشيعية والإنتخابات تقترب .

 لقد رد العبادي على زيباري ورفض أرقامه بخصوص الأربعين ألفا من ضحايا الموصل المدنيين مع أنهم أكثر كما يقول البعض  ، ولكن ماذا تراه يقول لخصمه اللدود الذي أكد  بأن عدد قتلى الجيش والحشد في معركة الموصل وصل إلى 20 ألفا وفق ما نقل زيباري عن المالكي نفسه .

كما هو متوقع ، فقد جاء الرد سريعا وعلى حساب السنة أيضا ، حينما أكد العبادي أن الحشد الإيراني  باق إلى قيام الساعة  ، وإنه سيظل تحت رعاية المرجعية الدينية ، وهو بذلك يغازل الملالي الذين بيدهم مقاليد التغيير .

أي أن الإيرانيين يحصدون  بمنجلين : فهم  الوحيدون - في معادلة العراق  -  من يزيد  لديهم حساب الحقل على حساب البيدر  ، أما العرب ، وما أدراك ما العرب ،   فلا حقل ولا بيدر ولا حصاد سوى ما تعلمون .

د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات