قاعدة التنف ومعارك الرقة.. غموض وترقب
غموض كبير يدور حول مستقبل قاعدة التنف الحدودية التي تمثل نقطة ارتكاز امريكية في الجنوب السوري لتدعيم نفوذها؛ فالقاعدة باتت محاصرة من ثلاث جهات وفقدت فاعليتها لدرجة ان هناك انباء حول اغلاقها وسحب القوات الامريكية منها، وهناك شائعات متداولة عن امكانية تسليم امريكا القاعدة لروسيا؛ فالاثارة بلغت ذروتها الآن حول مستقبل القاعدة بتوافر شكوك حول وجود تفاهمات روسية امريكية صعدت المواجهة داخل الساحة الامريكية واشعلت النيران بين الكونغرس الامريكي بجناحية الديمقراطي والجمهوري مع ادارة ترمب.
المسؤولون العسكريون الامريكان انكروا وجود اتفاق مع روسيا او توافر النية لإغلاق القاعدة الا ان الاخبار ما زالت تتواتر حول مستقبل القاعدة ومصيرها في ظل الحقائق المؤكدة بأنها باتت محاصرة من ثلاث جهات.
القاعدة ليست المعضلة الوحيدة للولايات المتحدة الامريكية فالجدل سابق على الشائعات المتعلقة بالقاعدة في الاوساط الامريكية والصهيونية؛ فالكيان الاسرائيلي اعترض بقوة على اتفاق المنطقة الآمنة، ووقف اطلاق النار جنوب سوريا، مدعيا عدم مراعاته مصالح الكيان الصهيوني في الجولان والقنيطرة وفاقمه الاتفاق الاخير بين حزب الله وفصائل معارضة سورية في منطقة جرود عرسال؛ فإيران تتقدم في حين ان الاتفاقات قيدت يد الكيان الاسرائيلي في عدد كبير من الجبهات السورية.
الاكثر اثارة واهمية في الملف السوري معارك الرقة التي تخوضها قوات قسد الكردية الانفصالية المقربة من الادارة الامريكية فهذه القوات لا تواجه صعوبات فقط في مواجهة تنظيم الدولة داعش، بل تخوض معارك بين الفينة والاخرى مع القوات التابعة للنظام السوري وحزب الله، بل تخوض معارك مع الفصائل المقربة من تركيا؛ وهي عرضة للاستئصال ومستقبلها في سوريا مشكوك فيه؛ ما يعني ان هناك علامات تساؤل كبرى حول مستقبل النفوذ الامريكي في سوريا التي تخلت عن دعم المعارضة السورية لتثير المزيد من الاسئلة في الساحة الامريكية حول اداء ودوافع الادارة الامريكية في سورية واحتمالات وجود تفاهمات غامضة بين ترمب وبوتين.
الاسئلة والشكوك لا تعرف التوقف فالمشهد شديد الغموض والتعقيد فرضه المشهد الداخلي في امريكا والتقارب الروسي التركي الايراني؛ تقارب يمثل معضلة اخرى للنفوذ الامريكي في سوريا؛ وهو ضاغط بقوة لا على نفوذها في سوريا بل الاقليم بأكمله، وزاد الامور سوءًا تسريبات كوشنر- ترمب؛ ما دفع العديد من حلفاء امريكا للبحث عن ضمانات امريكية تتجاوز حدود الوعود بالدفاع عن حلفائها؛ شكوك لعلها تقف خلف ما تناقلته وسائل اعلام بأن الاردن طالب الولايات المتحدة بضمانات قبل فتح معبر طريبيل، فقدرة الولايات المتحدة على التحكم والسيطرة في العراق وسوريا في تآكل مستمر وغير مضمونه النتائج.
السبيل 2017-08-07