حيدر محمود عندما يتغزل بالصحراء
هذي النجودُ من الزُنودِ رِمالُها
والأوفياءُ الطيبونَ رجالــُها
ألعادياتُ "خُيولُها " ما فارقت
ساحاتِهـا.. "والصابراتُ " جِمالُها
صحْراءُ ..إلا أن سعْفَ نَخيلِـها
قُضُبٌ ..يعزُ على الدخيلِ مَنالُها
وفقيرةٌ ..لكنَ يـابِسَ شيحِهـا
لا تشتريه الأرضُ ،أو أموالُها
وإذا الرُجولةُ لم تُزَيِنْ خصرَها
برماحِها ..فـإلى الزوالِ مآلُها
وإذا البُطولةُ لم تُكَحِل عيْنَهـا
بِغبارِها ..لمْ يكتملْ أبطالـُها
.. ومنَ البداوةِ كانت الدنيا، وفي
واحاتِها الخضْراءِ ..صيغ جَمالــُها
وعلى بني الإنسـانِ فاضتْ شمسُها
بالخيرِ ،والنُعمى، وفاضَ هِلالـُها
يا خيْمَةَ الفُصْحى ،ورايتَها التي
عزت بها..وتَباركـَتْ آمالُــها
لا زِلتِ لِلْعُشاقِ شمسَ مَحَبةٍ
لا تنتهي أنوارُها ،وظِلالُــها
لا زِلتِ لِلْفُرسانِ ســاحَ شهامةٍ
تزهو بهم كثبانها، وظلالـُها
والأُردنيون النشامى مهجةٌ
رقًت ..ولكنْ في الوغى اسْتِبْسالُهــا
شُم ُ الأُنوفِ ،على السيوفِ : توكأوا
والصِيدُ تَسْبِقُ قولـَها أفعالُها
..وإذا العُروبةُ لم تُزَينْ هامَها
بِعِقالِهِمْ ..ضاعتْ ، وضاع عِقالُها !.
حيـدر محـمود
الشاعر الكبير حيـدر محـمود