أعداء وأصدقاء سوريا
الأزمة السورية التي تحولت الى قتال مسلح نال من مجمل مقدرات الدولة أفرز مصطلحات سياسية لتتماشى مع مواقف الجهات الفاعلة والاطراف المختلفة التي تدير ما يجري بشكل مباشر او من وراء حجاب، ومن هذه المصطلحات أصدقاء سوريا ومقابله أعداء سوريا.
والحال تشعب خلطا اذ الصديق عدو والعكس صحيح تبادليا بين الاطراف، علما ان الحقيقة هي انها لم تجد من الاصدقاء إلا القلة، وهؤلاء هم الذين انحازوا للشعب ومقدرات الدولة، ولم يرتضوا ان يكونوا طرفا الى جانب اي من الجهات المتصارعة، وفي واقع الحال كانوا الاقل تأثيرا وحضورا؛ كونهم بالمجمل مجاميع من الافراد المصنفين في قوائم النخب الثقافية والسياسية والاعلامية المستقلة، ولم يعتادوا التكسب بالمناصرة او عكسها، في حين كثر الاعداء وهم كل من نال من اي امر سوري صغر ام كبر، وكل الذين تلوثت اياديهم بدماء ابناء الشعب.
بعد سيطرة الجيش على مناطق واسعة وخصوصا منها المحاذية للحدود الاردنية واللبنانية وتلاها خطاب الرئيس بشار، اندفعت مجاميع من المؤيدين للاحتفال بما يعتبرونه نصرا دون اعتبار اخلاقي لقضايا المهجرين والمنكوبين وحال امرهم يتحدث عن نفسه، فالذي يدعي حب سوريا ينبغي ان يكون يحبها كاملة وليس جزءا منها، وسوريا هي تلك التي كانت او تلك التي ستأتي وتكون أجمل وليس غير ذلك ابدا، وهي بالضرورة ليست اي شخص ايا كانت رمزيته حتى وإن كان معاوية نفسه باعتبار الامويين وليس الخليفة.
الجيش والنظام لهم حلفاء يمدونهم بكل اسباب الاستمرار، وفي المقابل للمعارضة والتنظيمات المسلحة حلفاء ايضا يقدمون لهم كل انواع المساعدات ليستمروا، ومن بين كل هؤلاء من هو الذي ينطبق عليه وصف الصديق او العدو لسوريا؟ او ايهم الذي يحب سوريا اكثر، علما انه تم وضعهم جميعا في سلة واحدة منذ اليوم الاول لتحول الازمة الى حرب لا هي ضد الارهاب ولا ضد العدو الاسرائيلي، ولا حتى ضد الهيمنة ايا كان الذي يريدها، وانما ضد سوريا نفسها شعبا ومقدرات، وما زالت دائرة بين السوريين انفسهم بالوكالة عن امريكا وروسيا والكيان اليهودي.
السبيل 2017-08-25