على أبواب مرحلة جديدة
بعد الجمود الطويل الذي خيم على منطقة الشرق الأوسط، يبدو أن هناك جديداً يوشك أن يتحقق.
داعش تلفظ أنفاسها الاخيرة، في العراق وسوريا، وهي في حكم المنتهي كدولة، وسوف تتحول بعد هزيمتها إلى مجرد عصابة إرهابية مثل القاعدة.
العراق يحرر شماله وغربه، وينتزع مدناً رئيسية من قبضة داعش، ولا يحتاج وقتاً طويلاً حتى يطرد داعش من اراضيه كلياً.
سوريا بدورها تشهد تغييراً جوهرياً، فالحرب الاهلية توشك أن تضع أوزارها لصالح النظام الرسمي والشرعي الذي يمثل الدولة السورية ومؤسساتها.
خلافاً لبعض الدول العربية والمجاورة، الأردن لم يراهن على نجاح المنظمات الإرهابية، التي تقاتل بحوافز طائفية، وتتوقع الدعم بحوافز طائفية أيضاً، ويقدم لها البعض المال والسلاح لدوافع طائفية.
إذا هدأ الغبار في المنطقة قريباً كما هو متوقع، ستكون أمام الأردن فرص عديدة أهم بكثير، وأكثر فعالية، من خطط التحفيز الاقتصادي التي تتحدث عنها الحكومة ومجلس السياسات الاقتصادية. ذلك أن سوريا والعراق تشكلان سوقين هامين للصادرات الأردنية وتوفران فرصة الاتصال إلى أوروبا براً.
من ناحية أخرى فإن عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في سوريا يفتح الباب لعودة واسعة للاجئين السوريين، وقد يعني إغلاق المخيمات المكتظة بالمواطنين السورييين الذي جاءوا بحثاً عن الأمن.
وهناك عمليات إعـادة الإعمار التي ستبدأ على قدم وساق في سوريا والعراق، وسيكون للأردن نصيب منها، خاصة وأنه مهيأ للقيام بهذا النشاط الذي يدخل في باب تصدير الخدمات.
الأردن باقتصاده الصغير نسبياً محكوم بالمتغيرات الإقليمية والدولية، ويبدو واضحاً أن هذه المتغيرات عملت طويلاً لغير صالح الأردن، حتى أصبحت عذراً جاهزأً للفشل والتقصير، ولكنها ستعمل بعد الآن لصالح الأردن.
التطور الإيجابي في الوضع السوري من وجهة نظر الأردن يدل على صواب السياسة التي اخذ بها الأردن تجاه الأحداث في سوريا، فلم يتورط بهذا الاتجاه أو ذاك، واحتفظ بخياراته كاملة، ولذا فإنه يستطيع أن يتصرف الآن بأريحيه وأن يلقى تفهماً من الجانب السوري كما أكد الناطق الإعلامي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني بعد قراءته لما أدلت به الناطقة بلسان الحكومة السورية من موقف إيجابي متفهم تجاه الأردن.
الراي 2017-08-30