ترمب وكوريا الشمالية والبديل الصيني
أفاقت الولايات المتحدة على تصريحات ترمب المنعشة والاشكالية حول الجدار الحدودي مع المكسيك، دعا فيها ترمب نظيره المكسيكي الى ضرورة تقسيط ثمن انشاء الجدار ؛ في المقابل نامت اليابان على خبر اطلاق صاروخ بالستي عابر للاجواء اليابانية مثيرا الذعر ومطلقا صفارات الانذار في المدن اليابانية.
المشهد بمجمله بات شبه اعتيادي وروتيني؛ تصريحات ترمب الاشكالية وصواريخ بيونغ يانغ الاستعراضية ؛ غير ان الجديد في ازمة الصواريخ تصريحات رئيس الوزراء الياباني بان التجربة الصاروخية تهديد غير مسبوق تبعه تهديدات يابانية لكوريا الشمالية؛ ولاجل اظهار التعاطف والجدية اعلنت الولايات المتحدة عن اختبار صاروخ نووي للتعرف على فعاليته؛ خصوصا وانها سحبت اسطولها السابع من الباسفيك وجنوب شرق اسيا بعد كارثة البارجة الامريكية قبالة سنغافورة مخلفة فراغا امنيا؛ ما دفع بيونغ يانغ الى القول بان امريكا تدفع المنطقة الى الكارثة في إشارة الى ضرورة العودة الى بكين وموسكو كبديل.
التهديدات والاستعدادات طالت كوريا الجنوبية التي اخذت باستعراض قدراتها الصاروخية فالكل بات يرقص على وقع تحركات بيونغ يانغ؛ فكوريا الشمالية تحاول الاستثمار في الثغرات الامنية والسياسية التي تظهر بين الحين والاخر لدى الولايات المتحدة الامريكية المنشغلة بازمتها وتصريحات رئيسها؛ فاختبار الصاروخ النووي محاولة امريكية لملء هذا الفراغ الناجم عن تراجع فاعلية اسطولها في المنطقة وتراجع مصداقية رئيسها في العالم والولايات المتحدة الامريكية.
الثغرات الناشئة عن الارتباك الامريكي تتراكم يوما بعد يوم وتتحول الى ضغوط كبيرة على حلفاء الولايات المتحدة الامريكية المذعورين؛ والذين لا يبحثون عن حرب مع كوريا الشمالية وعلى رأسهم سيؤول وطوكيو بل عن وساطة ودور امريكي مفقود لمواجهة الصين وروسيا.
رئيس كوريا الجنوبية اعلن قبل اسبوع بان الولايات المتحدة الامريكية لن تشعل حربا او تشن هجوما على كوريا الشمالية دون موافقتها؛ فحجم الاضرار المتوقعة لاي حرب ستدفع هذه الدول ثمنا باهظا لها ؛ ولا ترغب بان تكون جزءا من المحرقة؛ الا ان اصرار بيونغ يانغ على تجاربها الصاروخية والتي تمر من الاجواء اليابانية تذكير دائم لطوكيو وسيؤول بضرورة العودة الى بكين لاحتواء الموقف وعدم الاستكانة والانتظار طويلا؛ فبيونغ يانغ تضغط بقوة ولاتريد للاقليم ان يرتاح دون ادخاله في مساومات كبرى لاترغب الولايات المتحدة القيام بها على الان على الأقل.
السبيل 2017-08-30