ما تفعلونه هو وقود الحروب الأهلية القادمة !

تم نشره الإثنين 01st تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 04:12 صباحاً
ما تفعلونه هو وقود الحروب الأهلية القادمة !

المدينة نيوز – خاص - المعتز بالله الهامي التميمي : الكبائن الانجليزية والفرنسية المعدة لقضاء الحاجة ، استخدمتها طلائع أفواج العمال العرب الذين دفعهم الفقر القومي للعمل في معسكرات (تصنيع الدول المستقلة ) ليعودوا إلى منازلهم في المساء تركبهم حميرهم ، يفاخرون جيرانهم بالألفاظ " الجديدية " التي علمهم اياها الخواجات كمظهر من مظاهر التقدم على باقي سكان الحي الذين لم يصلوا الى هذا المستوى من الارستقراطية التي تشابه الوصول الى الكابينة المعدة لقضاء الحاجة ....فيقال (اتكبن) أي اذهب الى الكابينة وشاع اللفظ وغيره من الالفاظ الهجينة في الاوساط مهزوزة الانتماء ضعيفة الشخصية تفاخر بكلمات لا تعرف معناها وتقوم بحركات لا تفهم مغزاها.

جيل من المخنثين ثقافياً يغلفهم إحساس أصيل بالصغر والوضاعة والدونية ورثوا المواقع والوظائف " أوصلوا " الى وسائل الاعلام وسلك التعليم والسياسة يمضغون الكلمات الاجنبية في جميع احاديثهم كما تمضغ فاتنة المقاهي والمراكز (السئافية) اللبان ، يتلوى حنكها بشكل دائم وتبدأ حديثها ب (no way) يتخلله (oh my god) وتنهيه ب (ok) لا تتحدث الا ويقطر من فمها (shitt) بين كلمة واخرى, ترفع عن عينيها التي لا تخجل ولا تنكسر خصلات شعر منكوش ومنفوش يقول لك انها تخجل من لونه الاسود فصبغته بالاشقر ، وتخجل من لون جسدها فخرجت الى الناس عارية تماماً بعد ان صبغت ساقيها واردافها بلون اسمه بنطلون ، وحتى اكثر قطع الملابس التصاقاً بموضع العفة لديها فانه مزخرف بالحروف اللاتينية ولم تعد تعرف له اسماً ثابتاً حاله حال مبادىء احد اصدقائها الذي يؤمن بمبدأ الصداقة بين الشاب والفتاة طالما ان ذلك لا يتعلق باخته, هذا المسخ يتقيأ الكلمات الاجنبية فقط ليوحي لك انه فهمان ومتعلم واذا قلت له بأن الكلمات التي يقولها ليست مصطلحات صعبة ويمكن قولها بالعربي بداهة يدعي ( ابو شخة) انو (ما بيعرف يئولها بالارابي وبيعبر اكتر بالانجليش) رغم انه عاجز عن التعبير اساساً ولا يكفيه كل " فياغرا " العالم لمساعدته في ذلك.

هذا الكم من الضياع والعهر المزدوج المتفشي في هذا الجيل احضرت كلماته من قاموس (ف؟ يو) الامريكي ويترجمونها ب( تباً لك) لانهم يخجلون من كتابتها ولكنهم لا يخجلون من نشرها لابنائنا مع غيره من مظاهر الانحلال الاخلاقي والذي تدفع تكاليف عرضه من خزينة الدولة ليعرض في كل بيوت المشاهدين صغاراُ وكباراً على شاشة ملونة تفتتح برامجها (على ما اذكر) بالقرآن الكريم لتجمع الطهارة بالقذارة, هذا التمازج يسمى بالتلاقح الثقافي وهو تلاقح احادي الجانب ورسالة يبشر ويدعو لها المبشرون والانبياء المحليون الداعون باسم الغرب الحليم الرحيم , والذي يتفحص مناهج التعليم يستطيع ان يقرأ آيات هؤلاء المأجورين او الجهله من التربويين الذين جعلوا من المتعلمين مسوخاً من المتلاطمات والمتناقضات .
بل حتى التشريعات لم تترك المواطنين ليتمازجوا ويندمجوا اندماجا طبيعيا وفطريا ، بل انها حاولت تكريس ما يسمى بالاقليات في دولة لم يصل تعداد سكانها الى سته ملايين ونصف دون ان تحدد من هم البقية الباقية بعد طرح الاقليات بشكل واضح وصريح ، فكل شيء يسير شيئاُ فشيئاً الى الغاء اللغة العربية ولا يوجد أي مؤشرات على نية استبقائها كلغة مستخدمة في نواحي الحياة على المدى البعيد حتى ان هناك لغة رسمية ولغة رسمية ثانية في بلد يتحدث جميع ابنائه لغة واحدة وجعلوا لذلك اسباباً ومسوغات على طريقة دس السم بالدسم ، وقد استساغه كثيرون تارة عن جهل وتارة عن كفر بوجود شعب مسلوب الارادة مصطاد في الحفر لكل حفرة علم ونشيد وطني ومقعد في هيئة الامم المنتصرة والمهزومة والشعب العربي هو الشعب الوحيد في العالم الذي يطلق عليه لفظ (شعوب) ولكن سر اجتماعهم ووحدتهم هو تلك اللغة التي لن تموت ولم يتعلموا هذا الدرس من دول احتقرت لغة غالبية الشعب ولم تعمل على دمج المواطنين ثقافياً تحت لغة واحدة هي لغة اصحاب الارض .

ان ما يفعلونه الآن هو وقود الحروب الاهلية القادمة والذي استفزته هذه الكلمات فاني انصحه بالتوجه الى المركز الثقافي الفرنسي او الالماني ليتعلم هناك اهمية الحفاظ على لغة الشعب الواحدة وانتمائه الثقافي لانه الضمانة الوحيدة لبقاء أي كيان وازدهاره والا فانها تتحول الى محميات للتسمين يتم تفريغها اولا باول من أغنيائها والعناصر المنتجة فيها لصالح دول اخرى تعرف تماما لماذا تنشر مكاتب الهجرة في ربوع المحميات البشرية المتخلفة .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات