ما بعد زيارة كوشنير وما قبلها..!
في الاخبار.. أبلغ جاريد كوشنير صهر الرئيس الأميركي ترمب ومبعوثه لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.. ابلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء معه في رام الله قبل ايام قليلة..»بعدم امكانية وقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية لان هذا الوقف سيؤدي الى انهيار حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو..!»
ورفض كوشنير ممارسة واشنطن اي «ضغط» على اسرائيل لوقف توسيع المستوطنات واعتبر ذلك «حقا لاسرائيل والمستوطنين «وخلافا لما كان يجري اثناء ادارة اوباما التي كانت ترفض توسيع المستوطنات وجرى مثل ذلك في عهد الرئيس بيل كلنتون ايضا..
حقا..
انه تصريح أميركي غير مسبوق واقوى من وعد بلفور وصادرمن اقرب المسؤولين الى الرئيس الاميركي الجديد الذي يقود اعظم دولة في العالم ولسنوات اربع قادمة مع انه وعد بانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي في بداية ولايته..
على ارض الواقع..لا جديد...
فالاستيطان الاسرائيلي يجري وبسرعة وامام اعين العالم كله وعلى مدى اكثر من خمسين عاما ففي اليوم الاول للاحتلال الاسرائيلي ونتيجة حرب حزيران 1967 هدم الجيش الاسرائيلي حي المغاربة في القدس والبراق فيه وقاموا بتحويله كاملا الى ما يسمى بحائط المبكى..!
كما ان هذا الاستيطان لا يجرى خلسة وبعيدا عن اعين العالم البعيد والقريب، مع انه مخالف للقانون الدولي الانساني.
وللتوضيح اكثر..
فقد كشفت وثائق ويكليكس ان هناك (اتفاقا سريا) بين الولايات المتحدة واسرائيل على استمرار الاستيطان وتوسعته في القدس والضفة الغربية.. وهذا يعني ان هناك «مظلة دولية» تحمي اسرائيل من العقاب بسبب اختراقها للقوانين الدولية التي تمنع التصرف في الاراضي تحت الاحتلال وهذه «المظلة» كانت قائمة قبل قيام اسرائيل وبعده وهي مستمرة في ادائها مستقبلا..!
نفس الرأي يحمله ديفيد ميللر كبير المستشارين لاكثر من وزير خارجية امريكي ما بين عامي 1978 و 2003 فقد قام بكشف مدى التدليل «للصديق الاستراتيجي» مؤكدا ان الولايات المتحدة لم تمارس القسوة ولو مرة واحدة وهذا يسبب ضررا لدولة كبرى كالولايات المتحدة..!
ويضيف ميللر..ان اسرائيل حصلت على4 وعود في ارض فلسطين: الاول الوعد التوراتي والثاني وعد بلفور والثالث الوعد من الامم المتحدة بتقسيم فلسطين والرابع الوعد من الولايات المتحدة والحبل على الجرار...!
ويرى ميللر: ان التاريخ التليد لفلسطين يقف حجرعثرة امام اي دوراميركي حقيقي في التسوية.. فمن يجرؤ على تقسيم القدس التى حملت جميع النبوات والاديان السماوية.. القدس ليست شطيرة لحم او فطيرة يمكن تقسيمها بسهولة.. لا بد ان صلاح الدين والملك ريتشارد يضحكان ملء شدقيهما في قبريهما الان وهما يريان المحاولات الفاشلة للتوصل الى حل سلمي للقدس وفلسطين التي اريقت من اجلها دماء غزيرة جدا..!
الراي 2017-09-09