رياض حجاب وديمستورا.. مَنْ منهما الذي.. «يَهْذِي»؟
حال من الهستيريا تتلبس اركان المعارضة السورية بعد أن بدأ رهط مُشغّلي الأفراد والمجموعات المسلحةومَن اصدر أمر العمليات لهم كي يعيثوا فساداً وخراباً وإرهاباً في سوريا، يعترفون بأن مؤامرتهم التي أخذت طابع تحالف إقليمي ودولي غير مسبوق لاسقاط الدولة السورية وتقسيمها, وصولاً الى إعادة رسم خريطة المنطقة العربية تحديداً الى كيانات وكانتونات ذات طابع عِرقي وطائفي ومَذهبي، قد انهزمت (المؤامرة) ولم يعد ثمة فرصة لإعادة إحياء جثة المعارضات, وبخاصة «ثوار الفنادق»منهم, الذين فُتِحت المطارات وقاعات كبار المسؤولين لهم, واستُقبِلوا في القصور التاريخية وتلك المُزيّفة, التي ظن اصحابها انها باتت مؤهّلة للعب دور لا قُدرة لها ولا امكانات على ممارسته او الاستمرار فيه, حتى بقرار من اسيادهم الذين انتدبوهم لهذه المهمة.. القذِرة.
وجد المعارضون الذين يعيشون مرحلة إفلاس مُعلَن, في تصريحات المبعوث الدولي للأزمة السورية ديمستورا، فرصة لتذكير الذين نبذوهم «وركلوهم جانباً» بأنهم موجودون وان بإمكان المُشغّلين عدم صرفهم الآن، في محاولة لإعادة انتاج انفسهم ولكن هذه المرة عبر الحديث النظري عن «أدب الثورات» وتاريخ الانتفاضات وغيرها من الترّهات التي يجترها ثوار الفنادق الذين انتهت صلاحيتهم وادوارهم, بعد ان قالت الميادين كلمتها وبعد ان أُحبِطت معظم الخطط والمؤامرات على صخرة صمود الشعب السوري والجيش السوري, وثبات الذين رفضوا المؤامرة الكونية على سوريا, ووقفوا الى جانبها بكل ما توفروا عليه من قدرة وامكانات وشجاعة, الى ان بدأ المشهد السوري الجديد يتظهّر على ارض الواقع مُطيحاً كل محاولات إعادة الروح للمجموعات الارهابية, التي دربوها وموّلوها ووفروا لها كل الاسباب والوسائل الكفيلة بتنفيذ ارتكاباتهم الاجرامية والوحشية, تحت ذرائع وتسميات ثبت زيفها وخداعها وخصوصاً في اهدافها التي رمت الى تمكين اسرائيل من قيادة المنطقة وكتابة جدول أعمالها, الذي في مقدمته تصفية القضية الفلسطينية وترتيب «القيادة الجديدة» للمنطقة العربية, في تجاوز غير قابل للاستمرار لحقائق التاريخ والجغرافيا والامكانات البشرية والمكانة التاريخية, ودائماً في تمكين بعض الأنظِمة, حديثة النشأة والطارِئة على التاريخ والجغرافيا ايضاً من قيادة الشعوب العربية وتحديد خياراتها والمسارات, التي يفرِضها المستعمرون ودولة العدو الصهيوني, للطمس على هوية هذه الأمة وتحويلها الى مجرد «أقوامٍ» مهزومة تكتفي برضا الاميركيين وتنفيذ رغباتهم دون نقاش.
لم يرتكب ديمستورا جريمة او يخرج على جوهر مهمته, عندما لفت انظار معارضو منصّة الرياض بان «ساعة الحقيقة قد اقتربت»، سائلاً اياهم عمّا إذا كانوا قادرون على «الاتحاد» وان يتوفروا على (نظرة واقعية) كي يُدرِكوا أنهم لم يربحوا الحرب؟
ما قاله الرجل الذي بات تحت القصف الكلامي القاسي (اقرأ البذيء والمُفلِس) لزمرة منصة الرياض, بدءاً من رياض حجاب الذي يعيش ايامه «السياسية» الاخيرة قبل ان يدفعه مشغّلوه الى صحراء السياسة والعزلة الدائمة، وليس انتهاء بالشخصية الباهتة والمغمورة التي جيء بها كي يُطلَق عليه وصف «كبير مفاوضي» الهيئة العليا للمفاوضات الذي اسمه «محمد صبرا», ليُخبرنا من فندقه الفخم في اسطنبول, حيث فرضته انقرة على الهيئة قبل ان تحتدم الخلافات بين الرُعاة والمشغِّلين الذين لم تعد لديهم القدرة على مواصلة دعم وتمويل ثوار الفنادق هؤلاء: «.. موضوع الأسد محسوم، وهو لم يعد موجوداً ولا يمثل سلطة كي نقول انه سيبقى ام لا».. وبعد ان «يشطب» الأسد، يذهب بعيداً في الاعلان عن خواء وإفلاس من يمثِّل (إن كان يُمثّل شيئاً اصلاً)، ليقول: السياسة الاميركية لا رؤية نهائية لها، الفرنسيون اوضحوا انهم لا يؤيدون بقاء الاسد (وكأن باريس قادرةعلى ممارسة اي تأثير جدي في الميادين السورية)، وهناك محاولة لمبادرة فرنسية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لتشكيل مجموعة اتصال للأزمة السورية (احبطتها روسيا مسبقاً, عندما رفضها لافروف في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية لودريان في موسكو مؤخراً)، حتى روسيا يُواصل هذا المفاوض الهاوي، «تؤكِّد» انها غير معنية ببقاء الاسد, بل بعدم حصول فوضى»، يختم كبير مفاوضي هيئة رياض حجاب.
ليس ثمة رؤية سياسية لدى هؤلاء السُذّج, بل يتبدّى بوضوح غياب اي نضج سياسي في تصريحاتهم ومواقفهم, وهم الذين ظهروا فجأة في الفضاء السوري وتم تنصيبهم على رأس هيئات ومجالس وإئتلافات تم اختراعها في الغرف والدوائر الاستخبارية السوداء، ولم يكونوا سوى مجرد بيادق ودمى يتم تحريكهم وفق مصالح تلك الدول والاجهزة, التي ارادت الهيمنة على سوريا واسقاط دولتها والإجهاز على موقعها الجيوسياسي الفريد, والذي لا يستطيع أحد الغاءه او مصادرته وشواهد التاريخ ماثلة لِمَن يريد ان يستخلص الدروس والعبر.
قال ديمستورا وهو منسجم من قناعاته ولم يخرج عن اطار مهمته, وهو الذي حاول مراراً مغازَلة المعارضات والخضوع لإملاءات العواصم الغربية الاستعمارية، مُحذِّراً هؤلاء المراهقين السياسيين: «إن عدم توفر شيء من الواقعية لديهم, سيعني انه لن تكون هناك مفاوضات حقيقية وهذا (كما قال الرجل) ليس من صالح المعارضة».
أمِن أجل هذه العبارة التي تقرأ ما تقوله الميادين العسكرية وموازين القوى، يشُنّ هؤلاء هذه الحملة الهذيانية..عليه؟ أم انها حلاوة الروح المُتْبَعة التي تستعد لمغادرة جسد تم اصطناعه وتأخر دفنه؟.
لم تتضح بعد مواقف الداعمين القلائل لهؤلاء (المُفلِسين كما يجب التذكير),إلاّ ان متابعة ما يكتبه او يُصرِّح به, أيتام مجلس اسطنبول والإئتلاف وهيئة التفاوض من امثال برهان غليون وجورج صبرا ورياض حجاب ومحمد صبرا ويحيى العريضي وغيرهم, ممن ابّتُلي بهم الشعب السوري, تشي بأن نهاية أدوارهم «السياسية» باتت قريبة..جِداً.
الراي 2017-09-10