الدولة الكردية على الطريق
الأكراد بصدد استفتاء للانفصال عن العراق وإعلان دولتهم، والأمر من كل زواياه حق لهم كونهم قومية ليست عربية، وشعبا كافح طوال القرن الماضي من أجل دولة مستقلة وتقرير مصيره كما حال الشعب الفسطيني الذي يسير على ذات الدرب، واذا كان من حق شعوب البوسنة والهرسك والجبل الاسود ومكدونيا وسربينيتشيا وصربيا اقامة دول مستقلة لهم؛ فلم لا يكون للاكراد نفس الحق؟ ولكن...
في الاستذكار للمقارنة فقط، فقد ظل جنوب السودان عربيا طوال عقود، وفي البحث تكشف انه جنوب فقير لا يحظى باي اهتمام ولا هو ضمن اطار برامج تنمية الدولة، ثم انه ترك دون تثقيف ولا تعليم او هداية للدين والقومية حتى انه لم تبن فيه مساجد او مجرد شوارع، وساده الشعور بالعزلة والغربة طوال الوقت فقرر في لحظة نفذت منها العصابات الاسرائيلية لاجراء الاستفتاء واعلان الاستقلال، وها هو دولة بالمفهوم العام وإن ما زال على حاله جنوبا فقيرا.
واللحظة نفسها الان في كردستان العراق وتنفذ منه ذات العصابات لمساعدة الاكراد في اقامة دولتهم رغم كل ما قدم لهم من حركات التحرر السابقة والتي منها العربية والفلسطينية، ولطالما تشارك الثوار الاكراد في معسكرات التدريب الفلسطينية في سورية ولبنان كشركاء في المقاومة والعمليات الفدائية، فما الذي تغير لتقف الى جانهم الآن عصابات اليهود.
لايران وتركيا وسورية مواقف رافضة لدولة كردية، والغريب ان واشنطن دعت الاكراد للتأجيل، وحتى الان لم تعلن جهة تأييدها لاقامة دولة كردية لحسابات عدم استقرار الاقليم، وعدم الاتفاق على الشكل النهائي للشرق الأوسط، غير ان الانصاف يتحدث عن حق الاكراد في دولة وعليهم الاستمرار في اقامتها رغم كل الرفض، فالعالم اليوم يخضع لسياسة الامر الواقع، وهذا ما تفعلة كوريا الشمالية وهذه ايضا على حق، اذ ليس قدرا ان تخضع الشعوب لأمريكا او غيرها.
الذي يريد دولة فلسطينية عليه ان يعترف بذات الحق للاكراد بغض النظر عن موقفهم الآن من المسألة العربية، وبدل تركهم للحضن الاسرائيلي فانه ما زال ممكنا اتاحة الحضن العربي لهم كون مصالحهم اساسا ستكون مرتبطة بمحيطهم العربي، وعليه ينبغي للعرب ان يؤيدوا دولة الكرد وبذات الوقت قيام الدولة الفلسطينة.
السبيل 2017-09-17