«مياهنا» تهدر مياهنا
هذا هو لسان مقال الحاج أبو أحمد والحاج أبو رياض.
نصف المياه التي تضخ للمواطنين تذهب هدرا في الشوارع، يقول الحاج أبو أحمد أحد قاطني حي البتراوي في الزرقاء.
الحاج أبو رياض من جهته لا يكل وهو يتصل بشكاوى المياه لإصلاح عطل في شارع طلحة بن عبيد الله في ذات الحي، حيث المياه تسيل في الشارع وتشكل بركا طيلة أسابيع.
تكللت أحد اتصالات أبو رياض بالنجاح، فجاءت فرقة لإصلاح العطل، فحفرت في منتصف الشارع ثم ردمت الحفرة بطريقة فوضوية، وبعد ضخ المياه للمنطقة سالت المياه من جديد، ليتبين أن فريق الصيانة لم يقم بشيء يذكر، وليصبح وضع الشارع أسوأ من السابق.
يقول الحاج أبو رياض إن الهدر مستمر منذ خمسة أسابيع، فكلما يأتي دور المنطقة في الضخ يصبح الشارع بركا من المياه، وذلك رغم الاتصالات المتكررة التي أجراها الحاج مع سلطة المياه.
يذكر أن شارع طلحة بن عبيد الله لا يبعد أكثر من 300 متر عن أحد مواقع سلطة المياه.
لا يتحدث الحاج أبو رياض عن مشكلة عدم وصول المياه إلى بيته، فهي تصل كالمعتاد والحمد لله، لكنه يتقطع قلبه على المياه المهدورة في الشوارع في بلد يقول المسؤولون فيه إنه من أفقر دول العالم في مصادر المياه.
لماذا تسارع «مياهنا» لقطع المياه عن المواطن الذي يتأخر في دفع ما استحق عليه من أثمان المياه، وفي ذات الوقت تسيل مئات الأمتار المكعبة في الشوارع هدرا، بسبب سوء شبكة المياه، وبسبب تأخر الشركة في الاستجابة لهذه المشكلة رغم الاتصالات المتكررة من المواطنين للتبليغ عن التسريب. من يتحمل أثمان تلك المياه المهدورة؟ ثم يحدثوننا عن رفع أثمان المياه، وأن المستهلك لا يدفع سوى النزر اليسير من الكلفة الحقيقية للمياه.
تحمّل المواطنون عناء مشروع تحدي الألفية الذي دمر شوارع الزرقاء ومنها منطقة البتراوي، وهو المشروع الذي نفذ لإعادة تأهيل شبكة المياه، وكلف حوالي 275 مليون دينار قدمتها مؤسسة تحدي الألفية التابعة لحكومة الولايات المتحدة. فهل يعقل بعد كل هذه الملايين أن نرى تسربا للمياه في الشوراع؟ وهل من المعقول أن يبقى التسرب أسابيع دون أن يلفت انتباه شركة «مياهنا».
السبيل 2017-09-17