كردستان..عرس أم مأتم ؟!
المشهد:كردي يفرش علم كردستان على الارض وبجانبه، بل ملتصقا به علم اسرائيل، يركع على الارض، يقبلهما ثم يصلي خلفه و حواليه مبتهجون اكراد يتظاهرون في يوم الاستفتاء على الانفصال عن العراق يرفعون علم اسرائيل بكثافة.فالفرح ثنائي والشراكة ثنائية والعلاقة قديمة قديمة تعود الى ستينيات القرن الماضي.
فقد نشر التلفزيون الإسرائيلي في الماضي صوراً من تلك الحقبة تظهر والد مسعود بارزاني، مصطفى بارزاني، وهو يضم وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه دايان.وفي العام 2004 أفادت وسائط الإعلام الإسرائيلية عن اجتماعات المسؤولين الإسرائيليين مع الزعماء السياسيين الأكراد عندما أكد مسعود بارزاني، وجلال طالباني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الارهابي أرييل شارون علنا العلاقات الطيبة مع إقليم كردستان العراق.
وأجاب رئيس كردستان العراق، مسعود بارزاني، على سؤال أثناء زيارته الكويت في مايو 2006 بشأن العلاقة بين الأكراد والإسرائيليين: «ليس جريمة إقامة علاقات مع إسرائيل. وإذا أقامت بغداد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، يمكننا أن نفتح قنصلية في أربيل.» وفي خطاب السياسة العامة لعام 2014، أيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنشاء دولة كردية مستقلة. وادعى ما يلي: «الشعب الكردي هو شعب يكافح، وقد أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي، كما أنه جدير باستقلاله السياسي»!
ووفقاً للتقارير الأخيرة، هناك بين 400–730 أسرة يهودية تعيش في المنطقة الكردية. وفي 18 أكتوبر 2015، أطلقت حكومة إقليم كردستان اسم شيرزاد عمر مامساني، وهو يهودي كردي، بوصفه الممثل اليهودي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية. كما ان هناك شارعا في القدس المحتلة باسم مصطفى البارازاني .
بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين (ولاية دمشق ومتصرفية القدس آنذاك) في القرن السادس عشر، مع استيطان المهاجرين اليهود الأوائل من كردستان في صفد. وصل اليهود الأكراد المهاجرون لاحقاً في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وقبل عام 1948 كان هناك حوالي 8 آلاف يهودي كردي في إسرائيل. واليوم، يقدر عدد السكان اليهود ذوي الخلفية الكردية في إسرائيل بأكثر من 150،000؛ وأكبر تجمع لليهود الأكراد في محيط القدس.و يلعب اليهود ذوو الأصل الكردي دوراً هاماً في الحفاظ على العلاقات الثقافية والتجارية غير الرسمية بين إسرائيل وكردستان العراق.
لسنا بحاجة لاثبات العلاقة القديمة المتجددة بين الاكراد واسرائيل .
فقد وصل الحال المتردي لبعض العرب حد الدعوة لقبول الكيان الاسرائيلي كعضو شرعي في المنطقة .اما المأساة فبدأت من «اوسلو» باعتراف الفلسطينيين بـ»دولة» اسرائيل وبالقول وداعا للميثاق الوطني الفلسطيني.وما تلاه من ذريعة عربية كانت عنوانا لكل التنازلات العربية عندما كان «العدو الصهيوني» تحت شعار «نقبل ما يقبل به الفلسطينيون».لكأنما اراحوا انفسهم من عناء حمل عروبة فلسطين بما في ذلك من تجاهل لحقائق ابرزها الظروف التي جرّت الفلسطينيين إلى اوسلو من غزوهم في بيروت و تشتيتهم جماعات في السودان و اليمن والجزائر و ...أي دولة عربية تقبل بهم! و.. اصبحت تونس البعيدة مقرهم الاقرب الى بلادهم!
لا احد منا يجرؤ على القول للاكراد لماذا تقيمون علاقات مع اسرائيل،ولماذا تلوثون تاريخكم و سمعة صلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس،وهو منكم،من الصليبيين؟ لا نجرؤ لاننا كلنا ملوثون ملعونون . ونحن لا ننكر على الاكراد حقهم في تأطير قوميتهم .لكن : ما يسميه البارازاني «دولة مستقلة ذات سيادة» وفي هذا التوقيت بالذات يعني قتل الحلم الكردي وولادة «دولة ميتة» .فلا احد من الدول التي يتوزع فيها الاكراد-تركيا،ايران،سوريا- وطبعا العراق، يقبل بقيام هذه الدولة .ثم ان الاقليم كان يتمتع بحكم ذاتي واسع في عهد صدام، ولم نزل نذكر صوره في اللباس القليدي الكردي وقولته «العراق من زاخو الى البصرة».وفي عهد ما بعد صدام حصلوا على منصب رئيس العراق-جلال طالباني و فؤاد معصوم. البارازاني قفز قفزة في الهواء. ونشك ان الذي دفعه اليها الاسرائيليون لاستكمال مخططهم الصهيوني بتفتيت العرب وتنفيذ مقولة بن غوريون « «عظمة إسرائيل تكمن في انهيار ثلاث دول، مصر والعراق وسورية» .
الدستور 2017-09-27