الرد على الوعد!

تم نشره الأربعاء 27 أيلول / سبتمبر 2017 12:56 صباحاً
الرد على الوعد!
حلمي الأسمر

-1-
وعدان مرا هذه الأيام، الأول وعد بلفور ومئويته المُرة، أما الثاني، فوعد صهيوني جديد بنكبة ثالثة للشعب الفلسطيني، (الوزير الصهيوني تساحي هنغبي هدّدّ الفلسطينيين بالتعرض لـ»نكبة ثالثة» إذا ما استمرت ما أسماها دائرة العنف الحاليّة ولم يبادروا إلى وقفها، وذلك في منشور نشر على صفحته في فيسبوك، فكان الرد ...!
جميل أن تستثمر «الذكريات السوداء» في تاريخ الشعوب باعتبارها مناسبة للنضال وفضح العدو وممارساته، لكن الأجمل والأجدى أن يُحتفل بها على طريقة ابن بلدة بيت سوريك غرب مدينة رام الله البالغ من العمر (37 عاماً) حيث امتشق روحه وحمل مسدسا وخنجرا، وأهدى الموت لثلاثة جنود من جيش الاحتلال الصهيوني، وأهدى الرابع إعاقة دائمة، ردا على «هدايا» الاحتلال ووعوده الغزيرة بتحويل حياة الفلسطيني إلى جحيم!
(إعلام العدو : منفذ عملية القدس نصب كمينا وتصرف بهدوء، ثم فتح النار صوب الجنود حتى انتهت ذخيرته ومن ثم تأكد من مقتلهم مستعملا  السكاكين!)
نحن لا نمجد الموت، ونحب الحياة، ولكن ليست أي حياة، كما هو شأن «الآخرين» الذين قال عنهم رب العزة في سورة البقرة: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)
ابن بيت سوريك، ترك وراءه أربعة أبناء، يدرك قبل غيره أن حياتهم ستكون أفضل لو تم تعميم طريقته في الاحتفال بالوعود إياها!
-2-
رسالة شهيد بيت سوريك نمر محمود أحمد الجمل أكثر من بليغة هذه الأيام، رسالة بلاد حرة لا تسكت على الضيم، ولا يفت في عضدها تسابق الأشقاء والأخوة لتمجيد الاحتلال وتأبيده، باعتباره جزءا من هذه الأرض، اعترافا به وتطبيعا للعلاقات معه، رغم أنه هو نفسه لا يطبع علاقاته مع أبنائه! كما أنها رد واضح  وصريح على كل من يدعو من على منصة الأمم المتحدة  للتقارب والتطبيع  مع المحتل الذي أدمن شرب الدم الفلسطيني وإراقة كرامته على الحواجز والطرقات، ولم يراع حرمات غرف نوم الحرائر والأطفال، فلا تكاد تمر ليلة دون أن يقتحم بيوت الفلسطينيين، ويروع النائمين، ولا تكف عقليته الإجرامية عن التفنن في إهانة الناس ومقدساتهم، وإن ننسى فلا ننسى تلك الصورة التي شقت قلوب الأحرار، وشرخت وجدانهم، حيث التف العلم الصهوني بالكامل «حاضنا» مسجد أبينا إبراهيم في مدينة خليل الرحمن، فيما كانت سوائب وقطعان المستوطنين ترقص وتغني احتفالا بحلول سنتهم العبرية!
-3-
«علّمنا عليهم الله تسلم يمينك يا نشمي»... نحن شعب نقاوم احتلالا جاثما على أرضنا، منطق استجداء الحقوق لا نعرفه، نحن نجيد انتزاع حقوقنا بأيدينا، بطل فلسطيني أحب أن يصبّح علينا بطريقته البطولية .. كل رصاصة في القدس تنطلق إلى صدر ورأس غاصب صهيوني تقتل أيضا كل دعوات التطبيع. مبارك لكل حر في الأرض ولا عزاء للمطبعين.
هكذا علق أبناء الأرض المقدسة على عملية قطنة، ولا يدرك فحوى هذا الكلام مثل من ذاق مرارة الاحتلال، ورصد ما يفعله بالبشر والحجر والشجر، منذ ذلك الوعد القبيح، وصولا إلى الوعد الأكثر قبحا، وهو وعد النظام الرسمي العربي الذي تحول إلى خطة عمل فعلية، بالقبول بالمحتل، واعتباره «صاحب الأرض» وربما منحه قريبا عضوية كاملة في جامعة الدول العربية ولو بصفة مراقب، هذا طبعا إن رضي بتلك المنة!
قبل أيام ليست قليلة، سئل النتن-ياهو: لم لا تقبلون بالمبادرة العربية؟ فقال: ولم نقبل بمبادرة جاء أصحابها إلينا بلا أي شروط من تلك التي وضعوها فيها؟
الصهاينة «علّموا» على الرسميين العرب، أما أبناء الأرض المقدسة، الذين رضعوا الكرامة مع زيت الزيتون، فعلموا على من علم على من خذلهم!

الدستور  2017-09-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات