كردستان والنفاق السياسي
يتجسّد النفاق العربي هذه الأيام في القضية الكردية، فالكلّ يندب الاستفتاء الذي يهدف إلى الاستقلال عن الدولة العراقية، مع أنّهم يعرفون أنّ كلّ ما حصل منذ العام ١٩٩١ كان يمهّد الطريق إلى هذه النتيجة.
الشمال الكردي كان على الدوام يحمل خصوصية عن غيره في العراق، وحتى في عزّ قوّة النظام كان هناك ما يشبه الحكم الذاتي، وبعد عاصفة الصحراء ارتفعت أصوات النزعة الاستقلالية أكثر، ومع الاحتلال الاميركي للعراق صار يتكرّس على الأرض واقع جديد.
بات في كردستان ما يشبه الدولة غير المعلنة المكتملة العناصر، حيث الشعب والأرض والجيش واللغة والموارد المستغلة والعلاقات الدولية والعربية، ويشهد الجميع أنّه صار الاقليم الاكثر تطوراً ونهضة واستقراراً وديمقراطية!
وليس سراً أنّ “الدولة الكردية” هي التي حاربت داعش منذ اليوم الاول، وحققت انتصارات مهمّة، ووصل التطوّر الطبيعي المنتظر إلى الاستفتاء، ولهذا فلا يمكن أن نصف ردود الافعال سوى أنها من أنواع النفاق السياسي، ويبقى أنّه من الصعب التنبؤ بالمستقبل القريب بما ستوصل إليه التطورات، ولكنّ الدولة آتية في يوم من الايام!
السبيل 2017-09-28