البوصلة !
المدينة نيوز - خاص - كتب جهاد جبارة : سأذيع سراً!,ليس على قدر كبير من الخطورة,بقدر ما هو على قدر كبير من السخافة,والبلَه!,فهل ثمة على كُرة الأرض من هو أكثر سخافةً,وبلاهةً مني؟!.
أشك في ذلك.
لا يسعني أن أطلق عليه سراً بمعنى الأسرار المُتعارف عليها,إنه أقرب للإعتراف منه إلى السر,فأنا يا سيداتي,وسادتي أحتفظ ببوصلة,أراقبها طوال مكوثي في منزل يكتظ بالسأم,ويكتظ بكل ما تحمله أنفاس الأرض من تراب,ويحلُم بكل ما تحمله غيمات الخريف من أمل كاذب!.
قلت,أحتفظ ببوصلة,أراقب عقاربها التي تُشير نحو الإتجاهات الأربع طوال تدخيني,واحتسائي لقهوة الفجر,وطوال احتسائي لشاي ما بعد الفجر,فأكتشف أن العقرب الذي يُشير نحو الشمال لا يتحرك,وكذلك عقرب الجنوب,والشرق,والغرب أيضاً,بالمناسبة البوصلة تلك أصبحت رُكناً أساسياً من أركان المنزل,لا أحركها مُطلقاً وتأبى عقاربها هي الأخرى أن تتحرك!.
قُبيل هزيمتي أمام سحر النوم أرصدها,وأول ما أقوم به صباحاً إبان مغادرتي موقعة النوم هو التوجه نحوها لأجد أن تلك العقارب الوفية لا زالت تُحافظ على اتجاهاتها.
صدقوني,أنني أشتهي لو مرةً واحدةً فقط أن أصحو لأجد عقرب الشمال قد اتجه جنوباً,أو عقرب الجنوب ارتحل شمالاً,وأشتهي تعاكس الشرق,والغرب!,بل أشتهي ولو لمرة واحدة لو أن تلك العقارب أضاعت اتجاهاتها,فتاهت ثم راحت تقتتل فيما بينها بحثاً عن شمال أو جنوب,شرقاً أو غرباً!.
هي لن تفعل طالما أن الأرض تحرص للإبقاء على أقطابها.
صدقوني,تمنيت لهذه الأمة أن تتحول إلى عقارب بوصلة خلال الحملات الإنتخابية على أقل تقدير!
فهل يحدث هذا لو لمرة واحدة فقط؟!.
www.saheelnews.com
jihadjbara@saheelnews.com