ســـوء فهم متبادل ..!

تم نشره الجمعة 29 أيلول / سبتمبر 2017 12:48 صباحاً
ســـوء فهم متبادل ..!
حسين رواشده

زمة الاشتباك بين بعض المسلمين - العلماء تحديداً - وبين الفنون والجمال والابداع ليست نتاج خصومة بين الفقيه والفنان او المبدع، بقدر ما هي انعكاس لحالة التراجع الحضاري الذي تعاني منه امتنا، واذا كانت المصالحة النظرية بين الطرفين قد حصلت بشكل او بآخر، فان المصالحة على صعيد التطبيق لم تحدث بعد، وغيابها يتعلق بمسألتين: احداهما الموقف تجاه ما يطرحه الفن من قضايا ومضامين والاخرى تجاه من يمارسون العمل بعيداً عن القاعدة الاخلاقية التي يعتمدها الاسلام معياراً للحكم على صالحية الفن ونظافته من عدمها.
 في الفترة الماضية أعيد طرح سؤال العلاقة بين الاسلام والابداع، وكان ثمة من حاول كسر الحدود التي يفترض ان تحافظ على قدسية الدين ورموزه، وما يتصل بذلك من قواعد النظام العام للمجتمع لحساب البحث عن الشهرة او الاجتراء على مشاعر الناس وحقهم في ابقاء الابداع نظيفاً وبعيداً عن المساس بثوابتهم المقدسة، لكن يبدو ان غياب المعايير الصحيحة للحكم على الابداع.. وفيما اذا كان قد كسر هذه الحدود او تجاوزها قد ولّد ازمة غير مفهومة.. خضعت في بعض الاحيان لفهومات تتجاوز ما وضعه الدين من معايير.. الامر الذي أفضى الي سوء فهم متبادل، كان يمكن حلّه بالحوار والتفاهم على المشتركات بعيداً عن المحاكمات او مناهج الاقصاء او الادانات المسبقة.
 لا يمكن لأحد ان يبرر أو يقبل تجاوز الابداع - أيّاً كان شكله ونوعه ومضمومه - على المقدس الديني، لكن لا أحد - ايضاً - يقبل المبالغة في الخصومة بين الابداع والدين الى درجة يصبح فيها كل ما يتعلق بالابداع خاضعاً لحكم الفقيه بعيداً عن حكم الناقد الادبي، او الخبير والمتخصص، فكثيراً ما يكون الابداع مفتوحاً على مقاربات رمزية، او صور فنية وهي تحتاج - اولاً - الى قراءة ادبية او فنية يمكن للرأي الفقهي ان يسترشد بها بعد ذلك وصولاً الى الادانة او القبول او المحاكمة. 
ثمة من يتصور ان اقرب طريق للشهرة او الاستنفاع هو الاجتراء على الدين، او تجريح المقدس، وهولاء القلة من المبدعين يمكن التعامل معهم بمزيد من التجاهل او الردع الناعم، ذلك ان تحويلهم الى ابطال او ضحايا يضرّ بالابداع اولاً، ويسيء الي مقام الدين ثانياً، وأحسب ان لنا اكثر من تجربة ثبت فيها بان تجاوز السفاهات وأصحابها، وعدم الخوض فيما يثيرونه من قضايا هو الحل الاسلم والافضل.. واذا مروا باللغو مرّو كراما” اليس كذلك؟!

الدستور2017-09-29 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات