كل جمعة
• في الشارع .. كل إناء بما فيه ينضح !.
هذا المثل يقال في الإنسان وجوهره ..فهو كالإناء ينضح بما فيه ؛فإن امتلأ غيرة وحقداً وتصيًداً فهو يفيض بهذا كله وإن إمتلأ شهدا وعسلا وفضيلة وخلقاً فهو يفيض بهذا كله أيضا .
أجدني مضطرا مرة جديدة أن أسجل ملاحظات على سلوك الناس في الشارع، من يقود منهم سيارة أو بكب أو شاحنة أو حمارا!
أطالب رجال السير أن يتوقفوا عن تسجيل مخالفات السير العادية , وأن يبدأوا بتسجيل مخالفات لعدم الإلتزام بالأخلاق , حتى لو كانت نظرة إحتقار أو شتيمة أو حركة يد .
مؤسف أن النضح السيء ،بدأ يتحول الى ظاهرة عامة , وبالكاد أن تجد شذوذا , أو أن الأية قد إنقلبت فالشذوذ عن القاعدة بات هو صاحب السلوك الحسن وصاحب الخلق والأدب .
إذا توقفت عند إشارة مرور مثلا أو داهم مسربك شخص في سيارة وأخطأت نبهته بإطلاق بوق السيارة خفيفا , فإنه يرد عليك الصاع عشرة (..)فيطلق بوق سيارته كما لم يستخدمه من قبل , ولا ينسى تلك النظرة النارية , فأنت حتما المخطيء مع أنه داهمك وأنت في آمان الله سائر في طريقك صحيحا مائة بالمائة .
«شو مالك» روح يازلمة «عف عنا» مش عارف مع مين بتحكي «شايفين من أشكالك كثير» «هو شارع أبوك» .. وهكذا !!. ويا سلام , عندما يرن جرس الهاتف في يد أحدهم بينما هو يقود السيارة .
.. فجأة يتوقف في منتصف الطريق أو يتلقى المكالمة فتتمايل السيارة مع أذنه والهاتف , ودائما الطرف الأخر هو المخطئ , صحيح فماذا يتعين عليه أن يفعل معذور فقد داهته مكالمة فجأة , وإن لم يجب فهي مشكلة المشاكل خصوصا إن كانت تتعلق بطلبات البيت أو المدير في العمل أو الشلة تحضيرا للعبة شدة أو شو عاملين اليوم يا بنات , نروح شوبنج ولا نخلص على الأراجيل بالكوفي شوب ..
هذه هي الصورة النمطية في شوارعنا , إليكم ما تراه أعينكم كل يوم وكل ساعة ودقيقة في أنفسكم وفي غيركم وربما كنتم أنتم ،من بين من يمارس هذا كله .. سائق الى جوارك , يرمقك بنظرة لا تفهم منها هل هي تهديد أم وعيد .. ننتقد من يفعلها ونفعلها !! وكأننا أعداء من دون سابق معرفة , لا إحترام ولا ثقافة سير ولا ما يحزنون
في الشوارع ثمة قتال , لا إحترام فيه لأولوية الطريق ولا للشواخص ولا للإشارات ولا للرصيف وما يثير «المغص « عندما ترى سائق يدس بوز سيارته أو شاحنته أو بكبه أمامك يريد أن يغتصب الطريق ..
حتى لو أن تقويم السلوك على الطريق إحتاج إلى قرارات وقوانين ,وأقترح هنا الى جوار إختبارات القيادة النظري والعملي , أن يضاف إختبار للأخلاق , كأن يسأل المفحوص مجموعة ذكية من الأسئلة تكشف ما بداخل الإناء حتى يتم تقويمه قبل أن ينضحه على الناس , حتى لو تطلب الأمر فرض شروط قاسية تتشدد في حسن السيرة والسلوك واللياقة والقيافة , لأن القيادة فن وذوق واخلاق .
لماذا لا يتم إدخال قوانين السير وأنظمته كمادة إلزامية في المدارس (..)بدءا من الصفوف الأولى وحتى الثانوية العامة؟.
الراي 2017-09-29