أطفال الأرجيلة
قبل يومين، رأيت صورة نشرها زميل على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يظهر فيها مجموعة من الاطفال لايتجاوز عمر اكبرهم الثالثة عشرة، يدخن كل واحد منهم الارجيلة.
وقبلها بايام شاهدت مجموعة أخرى من الاطفال في المدينة الرياضية يتحلقون حول ارجيلة ، فرحين بتدخينها بشكل يثير الاستهجان. ومع أن احد الحراس العاملين في المدينة الرياضية تنبه لهم، ومنعهم من إكمال فرحتهم بتدخين الارجيلة، إلا أنهم حاولوا الانتقال من المكان إلى مكان اخر، يستطيعون فيه تدخين الارجيلة بكل راحة.
ولم يثر حميّة مجموعة اطفال المدينة الرياضية مشاهدة اطفال بسنهم وآخرين شباب وكبار بالسن يركضون ويمشون ويمارسون شتى انواع الرياضة حسب اعمارهم وقدراتهم، فاهتموا فقط بكيفية تدخين الارجيلة، كأنها الجائزة الكبرى التي حصلوا عليها بعد جهد وتعب.
للاسف، نشاهد باستمرار مثل هذه الحالات التي تستفزنا وتجعلنا نتساءل حول التوجيهات التربوية والاجراءات العائلية والحكومية وغيرها للتصدي لتدخين الاطفال شتى انواع التدخين، وهي بمجملها مضرّة، وخصوصا الارجيلة.
هناك، فعلا من يساهم بنشر عادة التدخين المسيئة والمضرة في صفوف الأطفال والفئات العمرية الفتية. وهناك ايضا اجراءات وتوجيهات غير فعالة من قبل الاسرة، بل قد تكون في بعض الأحيان مشجعة للاطفال والشباب على التدخين. وهناك ايضا اجراءات للجهات الحكومية المعنية غير فعالة وغير قادرة على الحد من التدخين بين الاطفال وبين كافة الفئات العمرية.
في السابق، كنا نتحدث عن السجائر وعن انتشارها في وسط الأطفال والفئات العمرية الفتية، ولكننا الآن صرنا نتحدث عن تدخين الارجيلة وانتشارها الكبير وسط الاطفال. ويبدو أن هناك من يشجع هؤلاء الاطفال على تدخين هذا النوع الضار. وهذا الأمر، يتطلب أن يدفعنا للبحث عن الأسباب، وعن الاليات الناجعة لمواجهة هذه العادة قبل تفاقمها بشكل نكون غير قادرين على مواجهتها.
ولكن، قبل كل ذلك، يجب أن نقرّ، اننا فشلنا فشلا ذريعا في تعاملنا لمواجهة آفة التدخين، فبدلا من انحسارها، نجد أنها تنتشر بشكل سريع ومتسارع، وهاهي تصل لأطفالنا فلذات أكبادنا، بأشكال أكثر ضررا من السابق، ولكنها جاذبة ومشجعة لهم على ممارسة هذه العادة السيئة التي لا تفيدهم بشيء وإنما تتسبب لهم بأمراض بأجسامهم وأمراض اجتماعية أخرى لاتقل خطورة عن الأمراض التي تصيب الجسد.
الغد 2017-09-30