ليتجنب هذه الضجة !!

تم نشره الأحد 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 01:14 صباحاً
ليتجنب هذه الضجة !!
صالح القلاب

بعدما تحمّلَ الأردن كلّ ما تحمّله بالنسبة لاستقبال كل هذه الأعداد من الأشقاء السوريين، الذين لم يلزّهم على المر إلا الأمرّ منه، فقط كان علينا أن نتجنب أي إجراءات ارتجالية غير مدروسة أضاعت إن ليس كل فبعض ما حصل عليه بلدنا من سمعة طيبة في هذا المجال الإنساني منذ عام 1948، وربما قبل ذلك عندما فتح الأبواب لأشقائه الفلسطينيين، الذين هم منّا ونحن منهم، عندما أخرجوا من ديارهم ووطنهم ووطن آبائهم وأجدادهم وعندما نثرتهم المؤامرة الكونيّة التاريخيّة في أربع رياح الأرض وكان لهذا البلد المضياف الطيب منهم النصيب الأكبر.

نحن نعرف أنّ هذه الأعداد من الأشقاء السوريين، الذين أجبرهم هذا النظام البائس على مغادرة بلدهم سوريا الغنية العظيمة لتحقيق ما سمّاه بشار الأسد: «الإنسجام الاجتماعي»، كان بإمكان بعضهم أن يبقوا في بلدهم وأن يتجنّبوا اللجوء ومشقّة التشرّد والغربة لكن وفي كل الأحوال فإنه علينا أن ندرك أن غالبية هؤلاء قد اقتلعوا من بلدهم بالقوة وأن المؤامرة المذهبية والطائفية قد رمتْ بهم خارج وطنهم وأنه لم يكن بإمكان الأردن إلّا استقبالهم كما كان استقبل الأشقاء الفلسطنيين ولاحقا العراقيين واليمنيين وبعض الليبيين والسودانيين وسابقا قبل أن يصبح هذا البلد دولة الشراكسة والشيشانيين والداغستانيين وغيرهم.

ونحن نعرف أيضا أن هذا النظام الذي رفع لاحقا شعار: «الإنسجام الاجتماعي» قد اتّبعَ ومنذ البدايات، منذ عام 2011، سياسة تهجيرية - اجتثاثيّة للضغط على الدول المجاورة، والأردن في مقدّمتها، وعلى الدول البعيدة لمعاداة حتى المعارضة السورية المعتدلة واعتبارها مجموعات ارهابية هي المسؤولة عن كل هذا التهجير الذي وصل إلى أرقام فلكية، وحقيقة أنه حقّق بعض النجاحات في هذا المجال رغم أن العالم كلّه قد أدرك أنه هو المسؤول عن كل هذه المذابح وعن كل هذا التدمير وعن استخدام الغازات السامة والأسلحة المحرّمة دولياً و»خان شيخون» شاهدٌ على هذا من أجل تحقيق معادلة «الإنسجام الإجتماعي» والطائفية والمذهبية الحقيرة.

ويقيناً، إنه كان يجب، بعدما تحمّل الأردن كل ما تحمّله، أن يكون التعامل مع اللجوء غير المبرّر وسواء أكان كثيراً أو قليلاً بكل حرصٍ وبتمهيدٍ إعلاميٍ وحتى بالإستعانة بالأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدوليّة المعنية حتى لا يواجه كل هذا الذي واجهه والذي لا يزال يواجهه وحتى يتجنّب حملات التشويه التي تعرض لها التي شعر بها الأردنيون، إن منْ يعيشون في ديارهم المقربة وإن منْ منهم من «صدف» إن كان في بعض الدول الغربية.

لقد كان على المعنيّين الأردنيين أن يتجنّبوا هذه الأساليب الإرتجالية التي استدرجت كل هذه الإتهامات الظالمة لبلد تحمّل في هذا المجال ما لم تتحمّله رواسي الجبال، وكان عليهم أن لا يباغتوا العالم بما أقدموا عليه... والمفترض تفادياً للأساليب التبريرية اللاحقة غير المقنعة أن يكلّفوا الجهات الدولية المعنية بمهمة تحديد ومعرفة مَنْ مِنْ هؤلاء اللاجئين لم يكن لجوؤهم مبرراً، وأنه لم يعد مبرراً وسواء أكانوا أعداداً كثيرة أم قليلة، وكل هذا مع ضرورة اللجوء إلى الإيضاحات الإعلامية المسبقة.

الراي 2017-10-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات