رسالة إلى المدرسة والجامعة

تم نشره الإثنين 09 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 12:56 صباحاً
رسالة إلى المدرسة والجامعة
حسني عايش

يسافر بعض التلاميذ في المدرسة، وبعض الطلبة في الجامعة، كل عام إلى الخارج، منفردين أو مع ذويهم أو مع رفاقهم، يقضون بضعة أيام في هذا البلد أو ذاك، يرون فيها الجديد، أو المختلف، ويتعلمون المفيد، ثم يعودون إلى بلدهم ومدارسهم وجامعاتهم، ليتحدثوا إلى بقية الأهل، أو الأصدقاء، أو الزملاء عما رأوا أو شاهدوا وتعلموا، وبعد ذلك يطوي الزمن هذه الذاكرة بالنسيان. 
أقول للمدرسة والجامعة: لماذا لا تستفيدان من هذه الأسفار أو الرحلات؟ يمكن معرفة المسافرين من التلاميذ أو الطلبة ودعوة من يرغب منهم لإلقاء كلمة في الزملاء والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات عما رأى وشاهد وخبر في اسبانيا، أو اليابان، أو جنوب أفريقيا، أو أميركا.
بهذه المبادرة نضيف بعداً مفيداً وجميلاً إلى حياة التلميذ أو الطالب والمدرسة والجامعة، ونجعل للسفرات أو الرحلات قيمة، فيعدُّ المسافر/ة نفسه منذ البداية للانتباه لكل ما سيرى ويشاهد ويخبر. ويقدم حديثه في المدرسة أو الجامعة بالكلمة والصورة التي التقطتها الكمرة أو التلفون الخلوي.
وبمواظبة المدرسة والجامعة على ذلك يصبح السفر مدرسة أو جامعة جديدة، وليس مجرد تغيير أو تنفيس زائل، وإنما ذكرى لا تنسى. كما يكتسب التلميذ/ة أو الطالب/ة المسافر مهارات كثيرة في أثناء الرحلة، وتبقى معه بالحديث عنها وتقديمها. ويزيد من قيمتها حضور المدير/ ة أو الرئيس/ة لهذا اللقاء لإعطائه الجدية أو القيمة اللازمة. 
استغرب سهو الإدارات المدرسية والجامعية عن ذلك مع أنه أفضل تربوياً وتعليمياً وشخصيا للتلميذ/ة والطالب/ة من كثير مما يتعلم في المدرسة والجامعة. يكفي التلميذ/ة والطالب/ة الوقوف أمام الإدارة والرئاسة والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات والزملاء والزميلات، وتقديم نفسه والحديث عن رحلته بالكلمة والصورة. إن شخصية جديدة قوية تنشأ.
*****
الناس الذين يُقتلون بالحروب بأنواعها وأشكالها ودرجاتها وقصرها وطولها لا يقتلون بالسلاح أو بالحديد والنار كما يبدو لنا الأمر في الظاهر. لو تعمقنا في الأمر لاكتشفنا انهم يقتلون بالأفكار والمعتقدات. ومع أنهم يقاتلون من أجل البقاء إلا أنهم يُقتلون ويذهبون من أجل بقاء الأفكار أو المعتقدات. وما السلاح أو الحديد والنار إلا وسيلة للتعبير عن ذلك. ولذلك لا تصدق كل تخرصات الأكاديميين أو الباحثين في الغرب والشرق في أسباب وعوامل الإرهاب، بنسبتها إلى البطالة، أو إلى الفقر، أو إلى التهميش، أو إلى اليأس..لأنه لو أزيلت كل هذه التخرصات لبقيت الأفكار أو المعتقدات فاعلة بمقدار ضغطها على صاحبها. هل يفجر عاطل عن العمل، أو فقير، أو مهمش، أو يائس، حزاماً ناسفاً يحمله على وسطه نفسه في عزاء، أو في عرس، أو في شارع، أو في مكتب، أو في أناس مصادفين لا يعرفهم وليس بينه وبينهم أي عداء شخصي، فيقتلهم أو يقطعهم أشلاء؟ إنه يقوم بذلك بإقدام وشجاعة نابعين من أفكاره ومعتقداته. إذا كان المرء فقيراً أو عاطلاً عن العلم فإنه قد يسرق / أو يسلب.. وإذا كان مهمشاً أو يائساً فإنه قد ينتحر، ولا يفجر نفسه في الناس المصادَفين. 
كما لا يستطيع أن يقوم بهذا الأمر المعقد واحد من هؤلاء لأنه ليس عملاً فردياً أي أنه يحتاج إلى إعداد وتدريب ومهارة مسبقة يوفرها تنظيم، وإلى شجاعة فائقة توفرها الفكرة أو العقيدة. لا يستطيع مجرد الفقر أو البطالة أو التهميش أو اليأس توفيرها. 
لو كان الأمر كما يدعي الأكاديميون والباحثون المستعجلون للشهرة والمكافأة لكان المفجرون الانتحاريون بالملايين. إن الأفكار والمعتقدات هي التي تقتل، أو تشيع السلام والوئام في المجتمع والعالم، وإن الاعتراف بالتعددية وتبني العلمانية والديمقراطية وقبولها هو السبيل لوقف الإرهاب.

 

 الغد 2017-10-09


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات