برناردات ولوردات وجنرالات!!
تزدحم ذاكرتنا العربية باسماء لوردات من طراز كرومر وبلفور وباسماء جنرالات من طراز بيجو وديان وليجمان واخيرا شوارتسكوف وكولن باول، فهل تبقى فيها متسع للبرناردات، بدءا من برنارد لويس وليس انتهاء ببرنارد ليفي؟
وهذا الاخير الذي ارتدى قناع فيلسوف فرنسي لم يجد مشاهد اجمل من اطلال عواصم العرب لأنه كالغراب يبحث عن خرائب ينعق فوقها سواء بالعبرية او الفرنسية او بما يرطن به من مفردات عربية تعلمها من العمالقة الجدد!
ولكي تكتمل المفارقة فإن افضل وادق واشجع رد على برنارد ليفي جاء من كاتب يهودي آخر لكنه مثقف مُنحاز الى العدالة هو ألن فريش في مقال بعنوان برنارد ليفي ليس فيكتور هوجو، فالعرب الان بحاجة الى من ينوب عنهم في كل شيء الا الموت، لأنهم ينوبون عن العالم كله في هذه المهمة بسبب تورطهم في الحروب البينية والبسوسية او ما يمكن تسميته حروب داحس والغبراء بالصواريخ والدبابات وليس بالسيوف !
اعرف ولي تجربة في هذا السياق ان من يضع اصابعه في عش الدبابير لا بد ان يلدغ مرارا، ومن يسقط قناع الفيلسوف عن المندوب السامي او الجنرال قد يدفع الثمن واقله اتهامه بأنه كان على صلة بنظم اسقطت، وبالرغم من ذلك سأقول ما سبقني اليه الشاعر العراقي الراحل يوسف الصايغ وهو انه سيكون اول مؤمن يلدغ من جُحر مرتين !
كفى استشراقا واستخفافا وتنكيلا بنا وبعقولنا ايها البرناردات واللوردات والجنرالات الذين امتصوا نخاعنا بوحشية الذئاب ونهبوا ثرواتنا واجهضوا ثوراتنا بثورات ملفوفة بورق مزخرف كورق الهدايا ... انهم ينتظرون حزننا حتى ينضج ليقطفوه وينتظرون غضبنا حتى يتوهج ليطفئوه .
كانسان وعربي فقط اقول لهؤلاء بلغنا رشدنا، وفزاعة العصا التي تتدلى عليها خرقة لم تعد تخيف عصفورا أعور !!
الدستور 2017-10-09