قواعد الإخوان تتمرد على قرار المقاطعة !
المدينة نيوز – خاص - طارق الدلة - : في الوقت الذي اتخذت فيه جماعة الاخوان المسلمين موقفها الصارم من مقاطعة الانتخابات النيابية ، وتبنت برنامجاً شاملاً لتحريض الجهات الاخرى من حزبية نقابية وشارع عام على المقاطعة، برزت ازمة جديدة داخل الصف الاخواني، وأخذت بوادرها تظهر بوضوح ولم يعد من السهل إخفاؤها، تمثلت بعدم إستجابة العديد من القواعد الاخوانية لقرار المقاطعة، ورغبة تلك القواعد بل وتأكيدها على قيامها بالتصويت في يوم الانتخابات بالرغم من الإجراء الذي إتخذته الجماعة بحق من سيترشح ومن سيقوم بالتصويت ، والمتمثل بالفصل التنظيمي إلا أن هذا القرار لم يعد يشكل أي رادع لإبناء الحركة الإسلامية .
ويصف مراقبون ما يحدث داخل الصف الإخواني ب ـ " التخبط والضعف " الذي أصاب الحركة في قراراتها وسياساتها، على اعتبار أن البيت الإخواني بات يعيش ازمات داخلية متعاقبة بحاجة لإعادة نظر من قبل عقلاء الحركة.
وتقول معطيات : إن هناك عصيانا قاعديا لقرار المقاطعة من قبل أبناء الحركة الأمر الذي يحتم طرح تساؤل كبير هو : لماذا تقوم الحركة بتبني برنامج شامل بالتنسيق مع أحزاب المعارضة ومع الجهات النقابية والحزبية الأخرى، تدعو الناس خلاله للمقاطعة ، وتقيم من أجل ذلك الندوات والمؤتمرات والمحاضرات وتصدر البيانات والمبررات حول أسباب الدعوة للمقاطعة في الوقت الذي لم تفلح فيه بإقناع أبنائها هي نفسها بوجهة نظرها ؟ وهذا التساؤل يطرح تساؤلاً أخر هو : أليس من الأولى أن تقوم الحركة الإسلامية بضبط أبنائها وإقناعهم بوجهة نظرها قبل التنسيق مع آخرين وقبل تحريض الشارع العام على المقاطعة ؟؟ وأيضا : ألم تقدر الحركة الإسلامية ما هو موقف الجهات والمواطنين الذين دعتهم للمقاطعة عندما يعلمون أن أبناء الحركة أنفسهم هم من يتسابقون على صناديق الإقتراع ؟ ..
بقي أن نقول : أن ما بني على باطل فهو باطل ، ، وإن الجماعة لم تنجح بإقناع احد بقرارها مقاطعة الإنتخابات ، وأنها تمادت بالخطأ أكثر عندما حاولت تحريض الآخرين على المقاطعة، في الوقت الذي رفض فيه أبناؤها الامتثال لقرارها بالمقاطعة سواء بالترشح أو حتى بالتصويت فجاء التمرد على القرار من داخل البيت الإخواني لدرجة أن العديد من قيادات وأبناء الحركة طالبوا بإلغاء قرار " الفصل " الذي اعتبروه قاسياً بحق من ترشح لهذه الانتخابات من أبناء الحركة على اعتبار أن هذا القرار سيتسبب بخسارة الحركة لأبنائها الذين ترشحوا ، وأن الخسارة ستكون اكبر في حال فوزهم بالانتخابات .
حمزة منصور