العرب والتقسيم العمودي !!
التقسيم سواء تعلق بالعالم العربي او بأي مكان آخر في هذا الكوكب ليس افقيا فقط، بحيث يعاد رسم الخرائط وفقا لمقياس عرقي او طائفي او جهوي، وقد يكون التقسيم العمودي هو الاخطر في هذا السياق، والعالم العربي مقسم عموديا بالساطور وليس بالطباشير او اقلام الرصاص، ما دام الحلم قد تبدل وحلت مكانه احلام دونكيشوتية صغرى، بحيث يحلم النرجسيون الذين يغرقون في البحر كما غرق نرجس الذي فتن بصورته حتى الجنون!.
التقسيم الايديولوجي والسياسي يفرض في نهاية المطاف تضاريسه السياسية والجيوسياسية وكذلك خطوط الطول والعرض التي تعبّر عن مخزون طائفي او ثأرية تاريخية، والانشطار في المانيا لم يكن من خلال سور من حديد وحجارة واسمنت بل عبر سور ايديولوجي، والاسوار اشد خطورة في التاريخ من هذا النوع، لكنها غير قابلة للهدم بالمعاول وتعيش داخل الرؤوس والذاكرات!.
ولا ادري لماذا لا يسأل العربي نفسه عن المصير الذي ينتظر بلاده واحفاده وهويته بعد ان اصبح عدميا الى الحدّ الذي يقول فيه ليأت بعدي الطوفان او احييني اليوم وأمتني غدا، ففي غياب الاستراتيجية يكون البديل ما يسمى سايكولوجيا المتسول الذي يعيش فقط من يوم الى يوم !
والنافعة في المدى المنظور قد تصبح ضارة ومهلكة في المدى الابعد؛ لأن عالما كالعالم العربي عندما يتحول الى كسور عشرية وكانتونات طائفية وعرقية سيصبح هدفا بالغ السهولة للطامعين في ثرواته وموقعه الفريد ..
لقد وقعت الفؤوس كلها في الرأس وليس فأسا واحدة، وانجز التقسيم العمودي الذي يفرض شروطه وثقافته على الأرض ! فهل تدرك براقش انها جنت على نفسها واحفاد احفادها ؟؟؟
الدستور 2017-10-11