معنى ما قاله «أبو مازن»!
«لا ضرورة للإقتتال على جلد الدب قبل إصطياده» ولعل ما يجب أن يقال في هذا المجال أن «حماس»، على غير عادتها، قد التزمت الصمت إزاء ما نسب إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وقوله، وفقاً لـ»هارتس» الإسرائيلية، أمام وفد من الوزراء والمشرعين الإسرائيليين السابقين:»إن أي حكومة جديدة يجب أن تكون ملتزمة بإتفاقات منظمة التحرير ...وإنني لن أقبل بتعيين أي وزير في حكومة الوحدة الفلسطينية المرتقبة لا يعترف علناً بإسرائيل»؟
وبالطبع فإن حركة «حماس»، التي تراجعت عن العديد مما تسميه «ثوابتها» السابقة، تعرف أن القبول بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 يعني الإعتراف بدولة إسرائيلية على كل ما تبقى من فلسطين أي على الأراضي التي أحتلت في عام 1948.. وإنَّ من يقول غير هذا فإنه مثل من يحاول تغطية عين الشمس بغربال!!.
إن هذه مسألة باتت محسومة، ومع التقدير والإحترام لكل من يرى غير هذا الرأي من الفلسطينيين والعرب أفراداً وأحزاباً وتنظيمات، ولذلك فإنه لا ضرورة إطلاقاً لإثارة أي زوبعة حول هذه المسألة وبخاصة في هذا الوقت بالذات حيث تشير المعلومات المؤكدة إلى أنَّ هناك جدية لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ولدى إدارته في التوصل إلى حلٍّ يوصف بأنه قد يكون مقبولاً من قبل الفلسطينيين ومن قبل الإسرائيليين.. والله أعلم ..و»لا تقول فول حتى تحط بالعدول».
نحن نعرف إن (أبومازن) لا يقل «صقورية» عن كل قادة حركة «حماس» وأيضاً عن «جبهة الرفض»، وهذا إذا كانت لا تزال هناك جبهة رفض بعدما أيد الدكتور جورج حبش، رحمه الله، قرارات المجلس الوطني الفلسطيني الذي إنعقد في الجزائر في عام 1988 وبعدما لم تصبح هناك «جماهيرية» تزايد حتى على عز الدين القسام وحتى على الشهيد البطل عبدالقادر الحسيني،.. ولكن الرئيس الفلسطيني مضطر لقول هذا الذي قاله لسحب البساط من تحت أقدام المتشددين الأميركيين والإسرائيليين الذين يتمسكون من ضمن شروطهم التعجيزية بضرورة إعتراف أي حكومة فلسطينية جديدة بإسرائيل.
كان يجب أن يرمي (أبو مازن) الكرة في ملعب الأميركيين والإسرائيليين وكان عليه أن يقول هذا الذي قاله وبصوت مرتفع وأمام وفد إسرائيلي جاء إلى رام الله ولمبنى المقاطعة ليسمع منه ما سمعه وذلك لأن بنيامين نتنياهو الذي أدار ظهره لعملية السلام إستدارة كاملة قد أقنع بعض المحيطين بالرئيس الأميركي بأن الفلسطينيين يراوغون وأن المصالحة بين «فتح» و»حماس» تعني المزيد من التشدد الفلسطيني وعدم الإعتراف بإسرائيل التي يريدون مفاوضاتها وعقد إتفاق سلام معها !!.
الراي 2017-11-01