اللاجئون السوريون.. ماذا لو عادوا غدا ؟.
ليس ممكنا فعودة اللاجئين السوريين الى بلدهم سوريا ستحتاج الى وقت , لكنه لن يكون طويلا.
بدلا من ترتيبات إستقبال اللاجئين السوريين على الحدود يجب أن يستعد الأردن لترتيبات عودتهم التي بدأت بالفعل الاجتماعات التي تتم بمشاركة وفدين اردني واميركي، بأن هناك افكارا ومقترحات حول هذه العودة، مرجحا أن تكون طوعية، لان هناك لاجئين يخشون على حياتهم من العودة لاسباب مختلفة.
اللافت أن مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة لا تشجع عودة سريعة للاجئين السوريين الى بلدهم فالتهدئة بالنسبة لها لا تعني أن الحياة في محافظات الجنوب السوري من حيث جاء معظم اللاجئين غير آمنة ولا مستعدة لعودتهم , مع أن دورها ينبغي أن يكون في توفير مسارات آمنة لهذه العودة.
عودة اللاجئين السوريين الذين وفدوا الى الأردن أكيدة فليس ثمة إنجازات أو مكاسب إقتصادية حققوها تستحق بقاءهم من أجلها فجلهم مارسوا أعمالا حرفية وزراعية وخدمية يمكن بسهولة الإستغناء عنها فهي لم توفر لهم حياةمستقرة تستحق التكيف والبقاء خلافا لرجال أعمال ونخب لجأوا الى دبي أو تركيا فأقاموا شركات وأعمال أصبحت مستقرة.
السواد الأعظم من اللاجئين السوريين في الأردن قدموا من أرياف محيطة بدمشق ومهنتهم الرئيسية هي الزراعة, وأراضيهم جاهزة لإستئناف إحيائها مجددا في سوريا وهم سيعودون حتما الى عملهم الأم بعد أن هجروه مؤقتا تماشيا مع الظروف.
إحصائية غير رسمية سجلت أن 200 لاجئ يعودون طوعا الى سوريا كل ثلاثة أيام ، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد خلال الأشهر القليلة القادمة.
بالنسبة للأردن الذي إنشغل بهؤلاء اللاجئين سيواجه فراغا لكنه مريح مع بدء رفع الضغوط تدريجيا عن البنية التحتية والخدمات والتكاليف الأخرى.
من المؤكد أن العودة لن تكون سريعة لكنها ستزداد مع بدء توفر الأمن ومحاولات إعادة الخدمات خصوصا الصحية والتعليمية في المناطق المدمرة وهي خطوات يبدو أنها تسير جنبا الىجنب مع توسع سيطرة الجيش الحكومي على المناطق.
هل يخشى اللاجئ السوري من أعمال إنتقامية تحول دون عودته ؟ سيحتاج الى ضمانات أممية لكنه سيكون متيقنا من أن العودة رغم كل ما تحمله من مخاطر ستكون عاجلا أم أجلا.
الراي 2017-11-04