كذبة الوعد وحقيقة الكراهية للعرب
لم تكن المشكلة الحقيقية يوما بوعد وزير خارجية بريطانيا قبل 100 عام بإنشاء وطن قومي لليهود بقدر ما كانت دائما بالذين نفذوا الوعد والذين وقفوا الى جانبهم وايدوهم، وهؤلاء كل دول اوروبا وامريكا والغرب عموما حتى دول اخرى في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية؛ بمعنى ان الاكثرية الساحقة من دول العالم وقفت ضد العرب وساندت اليهود وليس وعد بلفور؛ بدلالة ما اضيف ليجعل من قصة اقامة الوطن القومي لليهود حقيقة على ارض الواقع، وهذا الذي تم وما زال على حاله بزيادة منسوب اسناد دولة اليهود ومواجهة العرب والمسلمين بمزيد الكراهية والاحتقار.
اكثر ما يلفت بذكرى مرور 100 عام على الوعد مطالبة بريطانيا بالاعتذار، وسياسيا حتى لو خرجت كل بريطانيا وقدمت اعتذارا فعلا فإنه سيكون بلا قيمة كونه لن يقدم ولن يؤخر مما عليه الحال اليوم الذي تسيطر فيه دولة العدو على العالم اكثر من بريطانيا نفسها، وغير ذلك فإن كل العرب بأسوأ حالاتهم من الضعف والوهن ويحظون بالمزيد من الكراهية لهم، فلم تكون بريطانيا مضطرة الى مجرد النظر في الطلب، وهو يخرج كما حال اي صوت مبحوح لا حياة فيه ليفهم.
ولو ان تركيا وافقت مرة على تقديم اعتذار للارمن عن مذابح بحقهم، فهل كان ذلك سيغير امرا او يعيد حقا؟ ومعلوم ان الارمن يدركون ان استعادة حقهم لن يقدم من اعتذار ولا على طبق من فضة وانما فقط بقوة اذا ما حظوا فيها يوما.
ولا يختلف الحال مع كل الشعوب التي انتهكتها الدول الغربية وامريكا، وفي الحالة الفلسطينية ما زال الحال نفسه ويدركه الجميع وهو ان ما أخذ عنوة وبالقوة وبتنظيم المذابح لن يسترد إلا بذات الوسيلة، ومن يصدق بأي حل غير ذلك مجرد عاجز او ربما خائن ايضا.
كذبة الحلول السياسية والدولتين والدولة المشتراة خليطة القوميات وكل ما قد من اقتراحات لإنهاء الصراع مع اليهود لن يمر ابدا، و أسوأ مافيه على الاطلاق ما سمي بالمبادرة العربية التي خرجت من قمة بيروت؛ لأن المبادرة العربية الوحيدة التي يمكن ان تعيد حقا هي اعادة تنظيم الصفوف والهجوم على الكيان الغاصب والتنكيل به بأكثر مما فعلوا هم سابقا بمذابح مماثلة للمستوطنين بحيث لا تبقي ولا تذر والبادئ اظلم، أليس كذلك؟!
السبيل 2017-11-05