كم وعدا بلفوريا بانتظار العرب ؟
لأن وعد بلفور أشبع حديثا وتغطية إعلامية عربية وغير عربية ، نتج عنها - للأسف - استقبال رئيسة وزراء بريطانيا لنتنياهو استقبال الفاتحين وامتداحها للوعد المشؤوم بقولها : " إن بريطانيا تفخر بوعد بلفور " لأن ذلك كذلك ، فإن أي تنديد واستذكار ضعيف هزيل للوعد القذر لن يغير من الواقع شيئا إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم وعاد مهجروهم وكل ما عدا ذلك ثغاء في صحراء .
وعد بلفور الذي صادف الخميس ، هو نفسه الرسالة التي بعث بها آرثر جيمس بلفور في الثاني من نوفمبر تشرين ثاني من عام 2017 إلى اللورد ليونيل وولتر روتشيلد عبر فيها عن تأييد بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، دون أدنى اعتبار للفلسطينيين ، حيث تقول الرسالة :
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته ، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته :
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر .
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح" .
المخلص
آرثر جيمس بلفور
ويلاحظ غياب الحقوق " السياسية " لغير اليهود في الوعد الذي غرز حنجرا في خاصرة الأمة ولا زال ينزف منذ قرن حتى الآن .
ولأن إسرائيل التي نتجت عن هذا الوعد باتت حقيقة وبمثابة دمغة سوداء في المنطقة ، فإن هناك تحسبات من وعود بلفورية أخرى غير معلن عنها ، لا غرابة أننا قد نفاجأ بتحققها على الأرض العربية والإسلامية في هذا القرن الجديد .
مئة عام على وعد بلفور ، وبضعة أعوام على وعود تشبهه بتنا نراها رأي العين ، أطلقها أعداء الأمة الإستعماريون ، وتبعهم حلفاؤهم الصفويون الجدد في طول بلادنا العربية و"عرضها ".
وعلى ذكر "عرضها " فهل بقي هناك من عرض مصان في ظل هذا الهوان والضعف والخور والخذلان ، بعد أن أصبح العرب والمسلمون ملطشة اللاطشين ومسخرة الساخرين وآخرهم جيش ورهبان ميانمار .
مجرد حديث نفس وبوح ، أحببت أن يشاركني قرائي الأعزاء في لفح جمره ، و مرارة دخانه ، فقط للذكرى والتفكر ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين . !.
د.فطين البداد
جي بي سي نيوز 2017-11-05