بين الإرهاب والكراهية!
لم تفصل بين حادثتين دمويتين في الولايات المتحدة الأميركية سوى أيام قليلة، أمّا الثالثة فكانت قبل شهر، ولهذا فمن الممكن المقارنة، وابداء الرأي حول طريقة التعامل الأميركي الاعلامي والرسمي مع الحوادث الثلاث.
الأولى حدثت في نيويورك وراح ضحيتها ثمانية أشخاص، ولم يمرّ وقت طويل حتى أعلن عن أصول منفذها المسلم، وتمّ التركيز على أنّه صرخ “الله أكبر”، أمّا في الثانية التي حدثت قبل يومين وقتل فيها شخص العشرات وأصاب العشرات في كنيسة صغيرة، فكان علينا أن ننتظر طويلاً لنعرف أنّ منفّذها شاب أميركي أبيض وهو من المسرحين من الخدمة في سلاح الجو الأميركي، وذلك ما حدث أيضاً في لاس فيغاس.
وحين يكون المنفّذ مسلماً يُسارع الاعلام الاميركي بوصف العمل بالارهابي أمّا إذا كان غير ذلك فهو “جريمة كراهية”، وكأنّ هذه ليست عملاً إرهابياً، ويتمّ وصف الابيض بالمجنون أمّا المسلم فهو عاقل ونفّذ عمله بعقل بارد.
الاعلام الأميركي لا يعرف الحيادية في ظروف الأزمات، ويستخدم المصطلحات نفسها وكأنّ هناك من يسيّره، وهكذا يتحوّل إلى الدعاية اللاموضوعية الممنهجة وبشكل مكشوف.
السبيل 2017-11-09