ترامب والقدس... السيناريو الأسوأ
يقال إن الرئيس الامريكي بات عازما على الاعتراف بالقدس عاصمة ل»إسرائيل»، وثمة عملية تمهيد وجس نبض جارية على قدم وساق من قبل سفارات الولايات المتحدة الامريكية لاعلان هذا القرار.
أهمية الخطوة انها تعلن بوضوح انحياز هذه الادارة الترامبية بشكل سافر ل»إسرائيل»، وان واشنطن تحمل تصورا جديدا لقضايا الحل النهائي، كما انها تعلن رسالة شديدة اللهجة لكل الاطراف عنوانها: امريكا عازمة على تصفية حقوق العرب.
ما يعنينا في الأردن هو كيفية مواجهة الخطوة من جهة، وكيفية التصدي للانحياز الامريكي السافر المؤذي من جهة اخرى، ولا نعرف كم هو حجم تواطؤ بعض العواصم، فما بين الكسل والتواطؤ حلف خطير.
الملك في واشنطن، من الاكيد والضروري انه عرف الجديد بشأن تطورات الموقف الامريكي، ولابد انه حاول ويحاول تغيير هذا المسار الانحيازي السافر، وتبقى الاجابة عن كل ذلك صعبة ومعقدة، فترامب نزق، وانحيازه للصهاينة قد لا تسبقه اليه اي ادارة امريكية سالفة.
علينا الاستعداد للقرارات الامريكية القادمة، فإعلان ترامب القدس عاصمة ل»إسرائيل»، او نقله سفارة بلاده لها، سيكون بمثابة موقف استحقاقي سيضعنا في الواجهة، فلا حياد هنا، ولا تردد، ولا نأي بالنفس.
علينا الاستعداد لهذا السيناريو الاسوأ، واعتقد ان الدولة قلقة وتحاول بناء استراتيجية العمل لمواجهة هكذا حالة، ففي القدس لسنا متفرجين بقدر كوننا لاعبين رئيسيين لا نملك نرف الوقت او الانتظار.
نعم، نحن نعيش اوقاتا صعبة، سياسية واقتصادية، وندرك ان واشنطن حليف لنا، لا يمكننا اغضابه ومعاداته، لكن في المقابل لا يمكننا مجاراته في قضية تصفية ملف القدس، فتلك مجاراة تساوي نهاية حزينة للبلد.
الزخم في القادم واضح، ويجب الاستعداد له، واعتقد اننا مطالبون بإعادة تصميغ شبكة علاقات مختلفة مع الفلسطينيين والمصريين، فالجنون القادم من واشنطن وبعض العرب لا يحتمل التردد ابدا.
السبيل 2017-12-03