اعتداء اميركي على فلسطين

تم نشره الثلاثاء 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2017 01:24 صباحاً
اعتداء اميركي على فلسطين
محمد سويدان

تكثّف الأردن وفلسطين جهودهما لمنع اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس تجسيدا لهذا الاعتراف.

جاء ذلك، بعد أن قام مسؤولون أميركيون بتسريبات إعلامية مفادها أن ترامب سيعلن في خطاب يوم غد الأربعاء اعترافه بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الإسرائيلي.

 وقد سبقت ذلك محاولات أردنية وفلسطينية للتحذير من خطورة نقل السفارة الأميركية للقدس على عملية السلام بمجملها وعلى المنطقة، ولكن كما يبدو، فإن ترامب وإدارته لم يلتفتا لهذه التحذيرات، وهما ماضيان في مخططهما الخطر والذي من المؤكد أن تكون له تداعيات خطرة لا يمكن الحد منها.

اليوم، وقبل يوم واحد من الإعلان المتوقع للترامب، هناك جهود دبلوماسية عربية وعلى رأسها أردنية وفلسطينية للتحذير من خطورة الخطوة الأميركية المتوقعة  ولمحاولات ثني ترامب عن القيام بهذه الخطوة الخطرة.

فهل تؤدي الحراكات الدبلوماسية لإقناع ترامب للتراجع عن خطوته؟ أعتقد أن ذلك قد يكون مستحيلا، مع أن صهر ترامب؛ مستشاره المكلف بالملف الفلسطيني   جاريد كوشنر أعلن أن ترامب ما يزال يدرس الأمر، وسيعلنه قريبا، ما يوحي أنه لم يتخذ القرار بعد، ولكن كل المعطيات تقول إن ترامب ماض بالاعتراف بالقدس عاصمة لهذا الكيان الغاصب، فيما قد يؤجل إجراءات نقل السفارة الأميركية للقدس، في محاولة لامتصاص الغضب، وللإيحاء أنه مايزال وسيطا محايدا في ما يسمى بعملية السلام.

وإن حصل ذلك، فإنه سيضع ترامب والادارة الأميركية في موقعها الحقيقي بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي، فهي ليست طرفا محايدا، ولم تكن يوما كذلك، وهي الدولة الأكثر دعما وتأييدا لكيان الاحتلال وسياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.

وللأسف، إن هذه السياسة الأميركية الغاشمة، توجه لطمة كبيرة عن سبق إصرار وتعمد لحلفاء واشنطن في المنطقة، فبدلا من أن تراعي الادارة الأميركية مخاوف ومحاذير ومصالح حلفائها العرب فيما يتعلق بملف الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، تجدها تضرب بعرض الحائط هذه المصالح، وتقف بشكل كامل مع المعتدي الذي لا يراعي أحدا ولا يهتم بأي حقوق ولا تحالفات وهمّه الأول تفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها حتى يتسنى له إقامة كيانه المحتل على كامل التراب الفلسطيني.

إن ما تنوي الإدارة الأميركية فعله، هو عمل عدواني وخطر وسيؤثر سلبا على الجميع وعلى المنطقة، وستكون له تداعيات خطرة حقيقية.

الغد2017-12-05



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات