اعتداء اميركي على فلسطين
تكثّف الأردن وفلسطين جهودهما لمنع اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس تجسيدا لهذا الاعتراف.
جاء ذلك، بعد أن قام مسؤولون أميركيون بتسريبات إعلامية مفادها أن ترامب سيعلن في خطاب يوم غد الأربعاء اعترافه بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الإسرائيلي.
وقد سبقت ذلك محاولات أردنية وفلسطينية للتحذير من خطورة نقل السفارة الأميركية للقدس على عملية السلام بمجملها وعلى المنطقة، ولكن كما يبدو، فإن ترامب وإدارته لم يلتفتا لهذه التحذيرات، وهما ماضيان في مخططهما الخطر والذي من المؤكد أن تكون له تداعيات خطرة لا يمكن الحد منها.
اليوم، وقبل يوم واحد من الإعلان المتوقع للترامب، هناك جهود دبلوماسية عربية وعلى رأسها أردنية وفلسطينية للتحذير من خطورة الخطوة الأميركية المتوقعة ولمحاولات ثني ترامب عن القيام بهذه الخطوة الخطرة.
فهل تؤدي الحراكات الدبلوماسية لإقناع ترامب للتراجع عن خطوته؟ أعتقد أن ذلك قد يكون مستحيلا، مع أن صهر ترامب؛ مستشاره المكلف بالملف الفلسطيني جاريد كوشنر أعلن أن ترامب ما يزال يدرس الأمر، وسيعلنه قريبا، ما يوحي أنه لم يتخذ القرار بعد، ولكن كل المعطيات تقول إن ترامب ماض بالاعتراف بالقدس عاصمة لهذا الكيان الغاصب، فيما قد يؤجل إجراءات نقل السفارة الأميركية للقدس، في محاولة لامتصاص الغضب، وللإيحاء أنه مايزال وسيطا محايدا في ما يسمى بعملية السلام.
وإن حصل ذلك، فإنه سيضع ترامب والادارة الأميركية في موقعها الحقيقي بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي، فهي ليست طرفا محايدا، ولم تكن يوما كذلك، وهي الدولة الأكثر دعما وتأييدا لكيان الاحتلال وسياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وللأسف، إن هذه السياسة الأميركية الغاشمة، توجه لطمة كبيرة عن سبق إصرار وتعمد لحلفاء واشنطن في المنطقة، فبدلا من أن تراعي الادارة الأميركية مخاوف ومحاذير ومصالح حلفائها العرب فيما يتعلق بملف الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، تجدها تضرب بعرض الحائط هذه المصالح، وتقف بشكل كامل مع المعتدي الذي لا يراعي أحدا ولا يهتم بأي حقوق ولا تحالفات وهمّه الأول تفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها حتى يتسنى له إقامة كيانه المحتل على كامل التراب الفلسطيني.
إن ما تنوي الإدارة الأميركية فعله، هو عمل عدواني وخطر وسيؤثر سلبا على الجميع وعلى المنطقة، وستكون له تداعيات خطرة حقيقية.
الغد2017-12-05