عن القدس .. المتغطي بالأمريكان بردان
كشفت تصريحات تيلرسون من باريس عن اليمن ، وجيمس ماتيس من واشطن عن إيران ، تنسيقا لم يعد يخفى على المراقب بين الخارجية والدفاع مقابل البيت الأبيض الذي يقال إنه يختلف معهما جذريا بشان هذين الملفين ، وأنا أشك في ذلك .
وإذا كانت تصريحات تيلرسون غير جديدة وغير مفاجئة عن اليمن وضرورة الحل السياسي بوجود الإنقلابيين، فإن تأكيد ماتيس أن الرد على الأيرانيين في المنطقة لن يتعدى الإطار الدبلوماسي وإنه لن يكون عسكريا ، هو المفاجأة ، لكونه تشجيعا لطهران كي تستمر في أعمالها العدوانية من دون انتظار أي عقاب رادع .
ويجيء الإستغراب كذلك من تصريح وزير الدفاع الأمريكي بعد أن أعلن ترامب استراتيجيته في المنطقة ومن ضمنها التصدي للنفوذ الإيراني بقوة ومنع الملالي من الإستمرار في ما يقومون به من أعمال تخريبية في دول الإقليم ، مما يؤكد بأن كل استراتيجية ترامب تجاه إيران ليست سوى كلام فارغ ولن تكون إلا كذلك ، كما سبق وأكدنا مرارا وتكرارا .
ونؤكد مجددا : أن ما يثير في هذه المواقف والتصريحات ، هو ما تسرب عن أن هناك مبادرة سياسية تقوم بها الولايات المتحدة للحل السياسي في اليمن بعد مقتل صالح ، دون التزام الحوثيين بالقرارات الدولية المعنية بهذا البلد كما قلنا قبل قليل ، مما يؤكد بأن واشنطن تلعب على الحبال وتمارس تطبيقا عمليا لنظرية المنجم التي تقول : " إحفر أعمق تأخذ أكثر " .
وبرغم ما فعله ترامب بشأن القدس ، ها هو وكرد على المؤتمر الإسلامي والإحتجاجات الشعبية في كل العالم ، يعلن سياسيوه السبت ، الحائط الغربي : "حائط البراق " حائطا يهوديا يخص إسرائيل فقط ، وليس هذا فحسب ، بل إنهم حملوا الفلسطينيين مسؤولية وقف المفاوضات مع الكيان، في تصريحات تعجز عن وقاحتها فتيات المتعة وبنات الليل كما يقال .
المتغطي بالأمريكان بردان .. هذه هي الحكمة التي باتت مقنعة ودارجة في منطقة يراد لها أن تخلع ورقة التوت وأن تشحد الملح !.
د.فطين البداد
جي بي سي نيوز 2017-12-17