نهاية إسرائيل ..المحتومة !
قالت غولدا مائير في مقابلة ان حدود فلسطين ابان الانتداب البريطاني كانت من البحر الى الحدود العراقية، وانها هي نفسها كانت تحمل جواز سفر فلسطينيًا؛ أي وقاحة هذه في الآباء المؤسسين للكيان الصهيوني، وأي كذبة هذه التي تسمى «اسرائيل» التي طال حبلها سبعين عاماً؟!
لكن، مهما طال فإن حبل الكذب قصير. وفي النهاية المحتومة، اما ان يلتف حول رقبة الكذاب فيخنقه، أو تكبل به يداه الى محكمة الجنايات الدولية ليحكم عليه بالاعدام أو ينتحر كما فعل المجرم القائد العسكري السابق لكروات البوسنة خلال تثبيت حكم بحقه في لاهاي، الذي ارتكب مجازر ضد مسلمي البوسنة بتجرع السم على الهواء مباشرة.
قال تعالى في سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل):
}سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا {3} وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.
من يتمعن في كلام الله لا يحتاج الى فضائيات مراوغة ولا الى سياسات اكثر مراوغة ولا الى تصريحات مسمومة يراد بها الالتفاف على المصير المحتوم لبني اسرائيل؛ لكن ذلك لا يعني ان نهادنهم او نهرول اليهم او نعترف بكيانهم المسخ الذي يشكك حتى اكبر متطرفيهم، نتنياهو، باستمراره، بل ان نكون «أولي بأس شديد».
لقد كشفت جريمة ترمب عن سر العشق المحرم بين الذين يعتقدون في الغرب وخاصة اميركا بضرورة ان تسود اسرائيل كشرط لعودة السيد المسيح وبين بني اسرائيل الذين حرفتهم الحركة الصهيونية عن الديانة اليهودية الحقة، تلك التي يؤمن بها طائفة من اليهود «ناتوري كارتا» التي تعد انشاء اسرائيل مخالفة لتعاليم التوراة، واكبر تواجد لهم في نيويورك»عاصمة اليهود الاميركية»، وشاهدناهم على الفضائيات يقفون الى جانب الشعب الفلسطيني ويستنكرون الممارسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.
بالمقابل كشف قرار ترمب الاهوج الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لاسرائيل، عن ان القدس وفلسطين لا تبارحان الوجدان العربي المسلم والمسيحي؛ فالغضب الذي اجتاح الشارع العربي اكد ان الصهاينة استطاعوا أن يحتلوا فلسطين؛ لكنهم لم يستطيعوا ان ينتزعوها من وجدان الشعب العربي، وهذا ما اشتكى منه النتن ياهو حين قال: مشكلتنا ليست مع الانظمة العربية بل مع الرأي العام العربي.
وهل ثمة ضمير اطهر وانقى من ضمير الكابتن طيار الاردني يوسف هملان الدعجة الذي فاجأ العالم بقوله لركاب طائرته الذين كان بينهم يهود المتوجهة من عمان الى مطار كينيدي في نيويورك يخبرهم بمسار الرحلة رقم 787 قائلا: «سنتجه نحو الأراضي الفلسطينية، ثم إلى الشمال من القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية بعد القدس سنتجه إلى السواحل الغربية الفلسطينية، البحر الأبيض المتوسط».
وهل ابهى من الاستقبال الحافل للطيار البطل في مطار عمان من قبل الشعب الذي تكاتف مع ملكه في التصدي لقرار ترمب؟
هذا هو بيت المقدس وهذه أكناف بيت المقدس «أولو الباس الشديد»، لا يثنيهم عن عزمهم نفر اختاروا القلنسوة ليضعوها على رؤوسهم الملوثة بأساطير بني اسرائيل!!.
الدستور 2017-12-20