يا " سعد " لو تشوف ماذا حلّ بنا !
المدينة نيوز – خاص – كتب جهاد جبارة - : لا يُمكنني أن أشاغب على بدوي أصيل جلس على كرسي وزارة الداخلية,بقدر ما أسيّر له الجاهة تلو الجاهة من مقالات,واستدعاءات,وشكاو,وقـُبل أطبعها على شاربه كي يُخلصنا من عذاب حلّ بمدينة "الزرقاء "منذ زمن زاد عن سنوات ولم نجد خلاله من يُنصف مرضانا,وطلابنا الساهرين على دراستهم,وعلى كهول تعبت عقولهم,وملّت قلوبهم,وأسماعهم هذا الحال المتواصل خلال بدايات صباحات النهار امتداداً لما بعد النهار!. .
أخاطب " سعد هايل السرور " الذي تمتد الزرقاء لتحاذي البادية التي يسكنها,وأخاطبه لأنه البدويّ الذي يمقت الضوضاء,والغوغاء,و "الزعرنة "شأنه كما كل بدو الأردنيين الذين لا يطيب لهم سوى سماع زقزقة العصافير صباحاً,وعواء ذئب بعيد ينده على قطيعه ذات منتصف ليل.
أخاطب "سعد هايل السرور " قبل أن تأخذه مشاغل وزارته وتصبح الحقيبة مُكتظة بأوراق,وتقارير,وقصص لها أول وما لها آخر,علّه يلتفت لقضية شعب يزيد تعداده عن المليون يقطن مدينة اسمها "الزرقاء "!
أخاطب "سعد هايل السرور " ولا أستثني وزير البلديات,ووزير البيئة,ووزير الصحة أيضاً, فيا هؤلاء " لو تشوفوا "! ماذا حلّ بزرقاء كانت مكاناً لاستراحة الفاتح صلاح الدين الأيوبي وجيشه! .
"الزرقاء "تصحو على أصوات " زوامير " موزعي الغاز وبإصرار الإزعاج!,فلماذا لا يتساوى شعب هذه المدينة مع سكان عمان وتتحول تلك " الزوامير " المزعجة إلى موسيقى حتى لو ارتأيتم أن تكون صاخبة ؟!.
"الزرقاء " تصحو على أبواق,وسماعات بائعي الخضار,ومشتري الأثاث العتيق,ومُتخصصي تسويق عبوات " الشامبو "الذي لفظته المصانع واكتشفت بأنه لا يصلح لتنظيف دواليب السيارات حتى!. .
ترى من أعطى كل هؤلاء أحقية,ومشروعية إزعاج المرضى,وتشتيت عقول الطلبة المواظبين على مراجعة متطلباتهم الدراسية,والأطفال الأبرياء الذين يهبون من نومهم الصباحي مفزوعين مُرتجفين؟!,أهو الرزق؟!,ومنذ متى كان جلب الرزق لا يتم إلا عُنوةً,خاوة وبتعكير صفو هدوء,وأذهان,وسكينة المواطنين؟!.
هذه القضية " المأساة " مسؤول عنها سوى وزير الداخلية,وزير البيئة لأن من مهامه إزالة التلوث بكافة أشكاله ومنها هذا الصخب,والضجيج الذي بات وباءً,وتهم وزير الصحة الذي من واجب وزارته مُراقبة المواد التي تُسوّق في "الحارات "دون رقابة,وتهم وزير البلديات الذي لا بد أنه " يحرص "على مدن أردنية تكافح التخلف.
لكننا يا "سعد هايل السرور "ندعوك وبقوة لزيارة "الزرقاء "وقضاء سحابة نهار كي تسمع,وتُشاهد ما ألمّ بنا,فلعل وجهك الخيّر يقود لهذه المدينة المتاخمة لحدود البادية الشمالية بعض هدوء.
جهاد جبارة
www.saheelnews.com
الزميل الكاتب جهاد جبارة
سعد هايل السرور