ترامب .. نتنياهو .. خامنئي .. ثلاثة وجوه لشخص واحد
يسود صمت مريب في الإدارة الأمريكية حيال تصويت الأمم المتحدة ضد قرارها الذي يعد صفعة قوية على وجه ترامب ونتنياهو وكل الجوقة في طائفة ( المحافظين الجدد ) الذين حاولوا ابتزاز العالم فخرج التصويت بما خرج فيه ، حيث إنه ولولا هذا الإبتزاز لكانت النتيجة شبيهة بتصويت مجلس الأمن ، ولظهر ترامب وحيدا مع إسرائيل في مواجهة العالم أجمع .
ولأن الصمت يسبق العاصفة ، فإنني أشارك الرأي من يتوقع ردا خطيرا آخر من ترامب على القرار الأممي يتبع قراره اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل من مثل : إعلان يهودية دولة الكيان ، وإلغاء حق العودة ، وضم المستوطنات إلى القدس المحتلة كما توقع فلسطينيون .
لن يتوقف ترامب ولا المحافظون الجدد في إدارته المتطرفة عن دعم إسرائيل وتمكينها في المنطقة ، وفق عقيدتهم الدينية المتصهينة الراسخة ، تماما كما لن يتوقف الكيان العبري عن مخططاته وأهدافه المعروفة ضد شعوبها وشجرها وحجرها ، وكما هو أيضا شأن ملالي طهران العاقدين العزم على المضي قدما في مخططاتهم وجرائمهم ، ولكل سببه ودافعه " الديني " ليقع الوطن العربي الهزيل والضعيف في مواجهة أطراف ثلاثة معا : صهاينة أمريكا في واشنطن ، ملالي إيران في قم وطهران ، حاخامات وصهاينة إسرائيل في فلسطين المحتلة والعالم ، وجميع هؤلاء ينتظرون معجزات وتحقق نبوءات تاريخية موعودة :
فالمحافظون الجدد في الولايات المتحدة يدعمون إسرائيل انطلاقا من مبدأ أن دعم اليهود وإسرائيل سيعجل بوقوع نهاية العالم وبإحراق أعدائهم- المسلمين السنة - في نار جهنم ، ونجاة هؤلاء .
أما ملالي طهران ، فيعتقدون بأن المهدي سيقوم من سرداب سامراء ويظهر بعد غيبته الكبرى في مكة بين الركن وبين المقام ، وسيدمر كل أعدائه من جماعة " السفياني " - أهل السنة - وسيعم المذهب الشيعي جميع أركان الأرض وسينجو أتباع الحسين فقط .
أما الصهاينة ، وهم ضلع المثلث الأخير ، فإنهم سيكونون رأس الحربة في القتال ضد الأعور الدجال والقضاء على المسلمين في معركة هارمجدون التي ستقع جنوب طبريا قريبا من سهل مرج بن عامر في جنين .
يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين، والهدف واحد كما ترون ..
من أجل ذلك ، فإن ترامب هذا ، وخامنئي ، ونتنياهو ليسوا سوى شخص واحد وإن تعددت المنطلقات في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ..
وكما قلنا ، فإن ترامب لن يقف عند حدود نقل السفارة ، ولن يسكت عند تصويت الأمم المتحدة ، فالأيام القادمة حبلى بالمفاجآت القاسية ، والخطيرة .
ثلاثة وجوه قبيحة مرعبة لا يعيش أصحابها إلا على الموت والدماء والخراب ..
والأدهى من ذلك : الشعوذة !.
د.فطين البداد
جي بي سي نيوز2017-12-24