يهودية ترامب ومسيحية أوروبا
يمكن للرئيس الأمريكي ترامب تحمل خسارة دبلوماسية لكن الأكيد أنه لا يستطيع ذلك عسكريا، وفي واقع الحال فإنه يواجه الأمر في كوريا الشمالية ومع إيران وحزب الله، كما أنه وبلاده في وضع لا يحسدون عليه في أفغانستان والعراق حتى في سورية واليمن، وليس الأمر يختلف كثيرا في ليبيا، وبطبيعة الحال هناك ما هو كامن من أزمات قابلة للانفجار قي وجه ترامب في أي لحظة، ويبدو أن خشية الأمريكيين أن تتحول بلدهم الى قوة ليست عظمى وذات الخشية عند اليهود الإسرائيليين الذين هم على يقين بزوالهم بعد أي هزيمة عسكرية قد تلحق بالجيش الأمريكي في أي مكان ويبدو أيضا أن ترامب لا يحسب الأمور بذات الطريقة.
عند اكتمال خطوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستجد واشنطن لندن مختلفة أمامها، وها هي فرنسا منذ التصويت وهي تعلن انسلاخها عن التبعية ومثلها فعلت الدول الأوروبية القديمة وليس تلك التي ولدت من فرط عقد الاتحاد السوفيتي أو الاتحاد اليوغسلافي، وتدرك واشنطن الفرق بين باريس التي صوتت ضدها والبوسنة والهرسك التي آزرتها.
عوامل كثيرة دفعت دول عديدة الى مواقع السخرية أحيانا والى الوقوف مليا عند الرجاء بتفهم موقفها وهي تصوت ضد قرار ترامب، ومثل ذلك دعوة وزير خارجية دولة خليجية الى عدم الالتفات للقضايا الجانبية معتبرا الفلسطينية منها، وكذلك تلك التي وقعت مع ترامب عقودا بمئات المليارات وعجزت عن مساندة علنية لقراره، ثم أن كل الدول الإسلامية والعربية التي تدور في فلك المساعدات الأمريكية لم تجرؤ واحدة على تأييد ترامب تصويتا، فهل تراه سيغفر لها أو يقدر ظروف مثل هكذا أنظمة؟
ينبغي العلم في السياق نفسه، لمناسبة الأعياد المسيحية هذه الأيام أنه كما قال الراحل عرفات بعدم وجود فلسطيني واحد يمكنه التنازل عن القدس فإن الأمر نفسه بالنسبة لأي مسيحي حقيقي أو أي مسلم من أي جنسية، والداعون الآن للأمر هم اليهود فقط الذين يدعون فخرا بصلب المسيح ويأتون الآن بثوب كنيسة إنجيلية يحتقرها المسيحي قبل المسلم.
السبيل 2017-12-26