الأردن والفجوة الاقتصادية والاجتماعية

تم نشره الأربعاء 27 كانون الأوّل / ديسمبر 2017 12:47 صباحاً
الأردن والفجوة الاقتصادية والاجتماعية
ابراهيم غرايبة

ثمة ثلاث مسائل يجب أن تشغلنا بالنسبة للفجوة الاقتصادية والاجتماعية، وهي الفجوة بيننا وبين العالم، والفجوة الداخلية سواء بين الأغنياء والفقراء، أو بين الذكور والإناث أو بين المناطق والفئات الاجتماعية، والفجوة بين الإنجاز الواقعي وبين ما يمكن أو يفترض إنجازه ضمن الموارد نفسها، أو بالنسبة للخطط والأفكار والأجندات التي وضعت للنهوض بالتنمية في قطاعاتها المختلفة.
جاء الأردن حسب آخر تقرير للتنمية البشرية في المرتبة 85 بين دول العالم، وكان متفوقا في ترتيبه بين دول العالم بالنسبة للفرق بين مستوى التنمية المتحقق وبين مستوى الدخل، ما يعني أمرين أحدهما إيجابي وهو القدرة على تفعيل الموارد المتاحة لتحقيق مستوى من التنمية، لكن السلبي أن الناتج المحلي أو مستوى الدخل يشكل نقطة ضعف أو فجوة في التنمية، إذ يجب رفع الأداء الاقتصادي بل مضاعفته، فمعدل الدخل بالنسبة للفرد يساوي عشرة آلاف دولار، ويجب مضاعفته إلى 30 ألف دولار ليكون الأردن قادرا على الوفاء بمستوى معيشة وتنمية إنسانية مرتفع (وليس متقدما)، وبالنظر إلى تفاصيل الاقتصاد الأردني يمكن ملاحظة منظومة من الفجوات والاختلالات، مثل الفرق الكبير بين الواردات، ومعدلات الأجور ومستوى الإنتاجبة في العمل، والاختلالات القطاعية والجغرافية، إذ يمكن تطوير الاقتصاد الغذائي لتخفيض الواردات الغذائية وزيادة قيمة الصادرات في هذا المجال بدلا من تصدير الخضار والفواكه! كما أن اتجاهات العمل في الخارج تعيق التطور الاقتصادي والتقني والاجتماعي والثقافي برغم ما يقال عن تحويلات العاملين الاردنيين في الخارج، لكن ذلك يمثل نزفا كبيرا في الموارد البشرية ورأس المال البشري والاجتماعي، ويجعل الأداء الاقتصادي والتقني غير مستقر وعاجزا عن التطور واستيعاب التحولات والتغيرات التقنية والاقتصادية بسبب عدم تراكم الخبرات البشرية، والتسرب الى الخارج، وهو بطبيعة الحال تسرب يستهدف الكفاءات الأفضل. 
ماذا يمكّن للأردن والأردنيين المشاركة في العولمة والاقتصاد العالمي؟ وإلى أي مدى يمكن توظيف الشبكية المتسعة والممتدة إلى الأعمال والمصالح؟ الشبكية لا تعمل لصالحنا تلقائيا، بل يبدو أنها تمثل مصدرا للنزف في الموارد والتنافس لم يكن واردا من قبل، وفي الوقت الذي زادت فيه الحاجة إلى كفاءات علمية ومهنية متطورة وأكثر تطورا من قبل سواء في مستواها المعرفي والمهاراتي وفي إتقان اللغات الاجنبية خصوصا الانجليزية فإن الجامعات تتراجع في مستوى خريجيها وقدرتها على تأهيل الشباب للعمل والمنافسة، وفي ذلك تتسع الفجوة بيننا وبين العالم من اتجاهين، زيادة حصة المنافسين من أسواقنا أو الأسواق التقليدية التي كانت مجالا لنا، وتراجع قدرتنا على المنافسة.
يبدأ الحل بالطبع بتطوير التعليم، وهذه قضية تحتاج إلى مساحات ووقفات متكررة، لكن ما يعنينا في هذا السياق هو كيف يساهم التعليم في إلغاء الفجوة الاقتصادية والتنموية بيننا وبين العالم، وبين الفقراء والأغنياء وبين المناطق والفئات الاجتماعية المختلفة، وبين التطلعات والواقع.

الغد  2017-12-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات