مقاطعة داعمي إسرائيل
تسرّب إسرائيل عامدة معلومات، عن وجود عشر دول الى عشرين دولة، تعتزم اقامة سفارات لها في القدس باعتبارها عاصمة لاسرائيل، لحوقا بالموقف الاميركي، وقد سمعنا عن غواتيمالا التي اشهرت موقفها علنا بنيتها اقامة سفارة لها في القدس، وقد يتبع قرارها عدة دول خصوصا تلك التي لم تصوت لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة.
ربما هنا، ولاعتبارات كثيرة، لا تقدر الدول العربية على قطع علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولو دعونا الى ذلك لقيل ان في هذه الدعوة «خفة سياسية» وعدم تقدير لعواقب الامور، وللنفوذ الاميركي في العالم، وللمصالح المشتركة بين دول كثيرة، بما فيها الدول العربية والاسلامية، والولايات المتحدة، لكن ومن ناحية عملية بحتة، فإن الدول العربية والاسلامية قادرة على اتخاذ خطوات كثيرة ضد الدول التي تنقل سفاراتها الى اسرائيل، من باب قطع العلاقات معها، واتخاذ تدابير اضافية ضدها على مستويات اقتصادية وعلى بقية المستويات.
في زمن سابق، كانت هناك مقاطعة للدول التي تساند اسرائيل، والكل يعرف ان هذه المقاطعة انتهت وتم التراجع عنها، لاعتبارات تم الحديث عنها مرارا من جانب الذين يدعون لعلاقات فاعلة في العالم، وعدم الانعزال، ولهؤلاء وجهة نظرهم، التي تمت بلورتها، كما ان المقاطعة شملت الشركات والمصارف والمؤسسات التي تتعامل مع اسرائيل، وللاسف الشديد فقد سقطت هذه المقاطعة، ولم يعد يتحدث عنها احد في هذا العالم بذريعة البراغماتية، وان لا جدوى من مقاطعة الذين يتعاملون مع اسرائيل.
حسنا. ما الذي يمكن فعله اليوم ازاء دول تريد نقل سفاراتها الى القدس، باعتبارها عاصمة لاسرائيل، واذا كانت الدول العربية والاسلامية تقول سرا وعلنا، ان لا قدرة لها على مجابهة الولايات المتحدة حد قطع العلاقات او التحدي بلا حدود، لاعتبارات مختلفة، فما الذي يمنع الدول العربية والاسلامية من عزل واشنطن في قرارها، عبر تركها وحيدة، من خلال معاقبة الدول التي تتخذ قرارا بنقل سفاراتها الى القدس، هذا الوقت، وعدم ترك الامر ليتفاقم ويتخذ منحى التتابع خلال وقت قصير.
هذا الامر سوف يكشف صدقية العالم العربي والاسلامي، وبلا شك ان الدول التي يراها البعض غير مهمة في هذا العالم، ويرى في نقل سفاراتها امرا عاديا ليس مهما، مثل بعض دول اميركا اللاتينية، هي دول مهمة من حيث انها سوف تشجع غيرها على تتبعها، ومن حيث تكريس المبدأ، وفتح البوابات لغيرها من دول مهمة، وهذا يعني ان الاستخفاف بهذه التصرفات، سوف يجلب المزيد من المخاطر بخصوص القدس، في هذا التوقيت بالذات.
ما هي الخطوات التي يمكن ان يتخذها العرب وغيرهم، ضد الدول التي سوف تنقل سفاراتها، اذ لا بد ان يتم الاعلان عنخطوات مبكرة، واشهارها علنا، حتى تصل الرسالة الى الجميع، قبيل ان نصحو كل يوم، ونسمع او نرى سفارة جديدة وقد انتقلت، فلا نرى الا ادانات حادة، سبق ان سمعنا مثلها على مدى سبعين عاما، وهي ادانات، يكلف حبرها الكثير، ولا تستحق حتى كلفتها.
الدستور 2017-12-28