القدس تنقذ موازنة الملقي
احد النواب النشطين، في احدى جلسات المجلس الاخيرة، اعلن تراجعه عن معارضة سياسات الحكومة الاقتصادية القاضية برفع الاسعار؛ بسبب ما تمر به البلد من ظروف بعد قرار ترامب القاضي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
من جهة اخرى ذكر النائب الاسلامي موسى الوحش عضو اللجنة المالية النيابية، ان رئيس المجلس عاطف الطراونة، قام شخصيا بمتابعة توقيع اعضاء اللجنة على مشروع الموازنة كما جاء من الحكومة، في خطوة يفهم منها، ان المرجعيات تريد مرور القانون دون ضجيج كبير.
كانت ستمر، كلنا يعلم ذلك، لكن تأملنا ان يصاحبها ضجيج من النوع الذي قد يعلو لمرحلة قيام الحكومة بالاستدراك على بعض القرارات غير الشعبية المرهقة التي تبشرنا بها موازنة الملقي 2018.
نعم استفاد هاني الملقي من اجواء التوافق الرسمي مع الشعبي بعد موضوع القدس، حيث تراجعت اولوية النقاشات العامة للموازنة الى الخلف، وبات الاردني غارقا في منسوب الكرامة على حساب الخبز.
كما استفادت حكومة هاني الملقي من تهديدات واشنطن بقطع المساعدات عن الاردن وغيرها من الدول، فعاشت الدور، كأن المساعدات منعت، ونالت الصبر الشعبي بالمجان، على قاعدة: نصرت بالتهديد.
هكذا هي الاجواء في عمان، فالناس من شدة ارتفاع منسوب ايمانها بالوطن، تجاهلت بلاوي موازنة الحكومة الحالية، ولعلها واحدة من حظوظ الملقي التي تناسلت منذ دخوله النادي السياسي الاردني.
كنت اتمنى ان تبادل الحكومة شعبها الود والحب، فقد كانت الفرصة سانحة، لسحب الموازنة، وادخال التقشف في بنيتها، ومن ثم يكون الصبر يقابله الصبر، والعرفان يقابله عرفان.
السبيل 2017-12-28