غواتيملا العظمى والدول الصغرى
واشنطن ردت على التصويت ضدها بخفض ميزانية الامم المتحدة وتهديد دول بوقف المساعدات وعقوبات اخرى، اما حكومة العدو اليهودي الاسرائيلي فإنها ترد الان بقانون يتيح اعدام الفلسطينيين بعد ان كانت تعدمهم بدونه وكذلك توسعة القدس بالمستوطنات وضم الضفة الغربية ورفع منسوب القمع والاجرام وتوجيهه الى الاطفال والنساء بدرجة اكبر من السابق.
ثم ان القرار الاممي الذي يقضي بإلغاء قرار ترامب قاد واشنطن لشراء فندق في القدس ليكون مقرا مؤقتا لسفارتها ونتنياهو لتوسعة دائرة الاتصالات ليضيف جديدا الى غواتيمالا التي اعلنت نقلها سفارتها الى القدس ايضا ويلاحظ انه ليس مهمًا الان حجم الدول التي ستتبع واشنطن وانما توفيرها لفرض الواقع وتبيان الاستعداد عند الاخرين على امل تطويره في اطار برنامج ممنهج.
في المقابل فإن الردود العملية على التصرف الامريكي أتت حتى الان من ايران وتركيا بشكل اقل ومن باقي الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، ولكن على شكل تحذيرات وتصريحات ديبلوماسية، في حين توقف الموقف العربي عند التصويت بالرفض واعلان البهجة وكل يدعي انه صاحب الفضل في انجاز القرار، رغم انه بالنسبة للمعنيين الموجه ضدهم ليس اكثر من حبر على ورق كما كل القرارات الاممية ذات الشأن التي لم ينفذ منها مجرد ربع قرار.
بطبعة الحال لا تجوز الاستهانة بمواقف الدول الـ 14 في مجلس الامن، ولا تلك الـ 128 في الجمعية العامة، ففي عالم السياسة والديبلوماسية فإن الحال يؤثر في مستويات شتى ويقلب او يعدل موازيين اذا ما استغل الامر جيدا وتم البناء عليه والارتقاء به اكثر ليكون مؤثرا في لحظة ما او في الحد الادنى للاستناد إليه في المناسبات ذات الصلة، غير ان المطلوب من العرب والمسلمين كدول لا ينبغي ان ينتهي عند التصويت وليس حال «وكفى الله المؤمنين القتال»؛ كون المجرم ماثلاً امامهم وهم في الجوهر والمظهر اصحاب القضية التي ينهزمون فيها دائما حد الابتذال والاستهزاء وفقدان ماء الوجه وسقوط الكرامة التي اقله ينبغي استعادتها.
الان ينتفض الشعب الفلسطيني ويقاوم وهو وحده في ميدان المواجهة، وعلى الفعل العربي والاسلامي ان يكون شريكا على الارض ايضا وليس هناك ما يمنع من مد المقاومة بكل ما يلزم ولن يعدم الشرفاء الوسيلة من اجل ذلك وفي مقدمتهم الذين في الاردن ومصر وسورية ولبنان.
السبيل 2017-12-28