غواتيملا العظمى والدول الصغرى

تم نشره الخميس 28 كانون الأوّل / ديسمبر 2017 12:42 صباحاً
غواتيملا العظمى والدول الصغرى
جمال الشواهين

واشنطن ردت على التصويت ضدها بخفض ميزانية الامم المتحدة وتهديد دول بوقف المساعدات وعقوبات اخرى، اما حكومة العدو اليهودي الاسرائيلي فإنها ترد الان بقانون يتيح اعدام الفلسطينيين بعد ان كانت تعدمهم بدونه وكذلك توسعة القدس بالمستوطنات وضم الضفة الغربية ورفع منسوب القمع والاجرام وتوجيهه الى الاطفال والنساء بدرجة اكبر من السابق.
ثم ان القرار الاممي الذي يقضي بإلغاء قرار ترامب قاد واشنطن لشراء فندق في القدس ليكون مقرا مؤقتا لسفارتها ونتنياهو لتوسعة دائرة الاتصالات ليضيف جديدا الى غواتيمالا التي اعلنت نقلها سفارتها الى القدس ايضا ويلاحظ انه ليس مهمًا الان حجم الدول التي ستتبع واشنطن وانما توفيرها لفرض الواقع وتبيان الاستعداد عند الاخرين على امل تطويره في اطار برنامج ممنهج.
في المقابل فإن الردود العملية على التصرف الامريكي أتت حتى الان من ايران وتركيا بشكل اقل ومن باقي الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، ولكن على شكل تحذيرات وتصريحات ديبلوماسية، في حين توقف الموقف العربي عند التصويت بالرفض واعلان البهجة وكل يدعي انه صاحب الفضل في انجاز القرار، رغم انه بالنسبة للمعنيين الموجه ضدهم ليس اكثر من حبر على ورق كما كل القرارات الاممية ذات الشأن التي لم ينفذ منها مجرد ربع قرار.
بطبعة الحال لا تجوز الاستهانة بمواقف الدول الـ 14 في مجلس الامن، ولا تلك الـ 128 في الجمعية العامة، ففي عالم السياسة والديبلوماسية فإن الحال يؤثر في مستويات شتى ويقلب او يعدل موازيين اذا ما استغل الامر جيدا وتم البناء عليه والارتقاء به اكثر ليكون مؤثرا في لحظة ما او في الحد الادنى للاستناد إليه في المناسبات ذات الصلة، غير ان المطلوب من العرب والمسلمين كدول لا ينبغي ان ينتهي عند التصويت وليس حال «وكفى الله المؤمنين القتال»؛ كون المجرم ماثلاً امامهم وهم في الجوهر والمظهر اصحاب القضية التي ينهزمون فيها دائما حد الابتذال والاستهزاء وفقدان ماء الوجه وسقوط الكرامة التي اقله ينبغي استعادتها.
الان ينتفض الشعب الفلسطيني ويقاوم وهو وحده في ميدان المواجهة، وعلى الفعل العربي والاسلامي ان يكون شريكا على الارض ايضا وليس هناك ما يمنع من مد المقاومة بكل ما يلزم ولن يعدم الشرفاء الوسيلة من اجل ذلك وفي مقدمتهم الذين في الاردن ومصر وسورية ولبنان.

السبيل 2017-12-28



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات