احذر "هذه الدزينة" من الأخطاء العقلية
في كتابه الجديد عن التفكير الجيد (2015) يحذرنا الصحفي والكاتب والمفكر جاي بي. هاريسون المكرّس نفسه لإعلاء شأن العلم والتفكير الجيد / الناقد، من الوقوع في حبال "الدزينة" التالية من الأخطاء العقلية التي يمكن أن تخطف تفكيرنا أو قرارنا العقلي، وهي (بتصرف):
الجرعة العاطفية: فنحن بشر عاطفيون، وكثيراً ما نتخذ قرارات غير عقلانية أو نقبل أفكاراً سخيفة نتيجة لذلك. إن العواطف يمكن أن تسمم التفكير والقرار. تحدى هذا العدو بالتفكير الجيد/ الناقد.
الشعبية: لا تنجرّ مع القطيع أي لا تجبرك شعبية الفكرة مهما كانت قوية، على قبولها. لا تنسَ أن الصدق أو الحقيقة لا تتمان بالتصويت. إن معظم الناس في معظم الوقت أخطأوا في كثير من الأمور، فقد اعتقدوا طويلاً أن الأرض مستوية، مع أنها ليست كذلك.
الهشاشة: يستخدم بعض الناس تكتيكاً شائعاً للترويج لفكرة ضعيفة أو لادعاء سخيف، بمهاجمة نقطة سهلة أو عارضة في المناظرة. وبعبارة أخرى لا تحاور ولا تجادل شخصاً ينكر العلم ويرفض الدليل العلمي مع أنه لا يستطيع أن يدحضه. لا يعني ذلك أنك تعرف كل شيء.
الأسئلة المشحونة: ومن ذلك لجوء نظيرك لإثبات وجهة نظره بالانزلاق أو النظر إلى أمر جانبي ليتظاهر بأنه قادر على المناظرة.
التفكير المرغوب فيه: لعله القاتل الأكبر للتفكير الجيد لأنه تعبير عن نزعة إنسانية قوية للغاية، فعندما ترغب في شيء ما، أو تصديق أمر ما تعتقد أنه صحيح فانتبه إلى ذلك وكن قاسياً على نفسك: هل هذا صحيح أو موجود لأنني أرغب أو اعتقد فيه؟!
الورطة الزائفة: انتبه إلى الناس الذين يصوغون القضية أو المشكلة حسب: إما....... أو، لأنه يوجد في بعض الأحيان خيار ثالث أو خيارات أخرى.
التفسير بالاسم: إن إعطاء اسم أو وصف لشيء أو حادث ما لا يعني تفسيره، فوصف حدث بالمعجزة ليس تفسيراً لما حدث. راقب هذا الشكل الخادع واطلب تفسيراً للأسماء والمفاهيم التي يحاولون تمريرها عليك كتفسيرات.
الاستدلال الدائري: وهو أمر شائع في الأوساط الدينية ويحدث عندما يجادلون إثبات (أ) بالإشارة إلى (ب)، واثبات (ب) بالإشارة إلى (أ) كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء. إياك والدخول في نقاش أو حوار أو جدل مع رجل دين في مجمع تكفيري (إرهابي) لأنه يستشهد بالمقدّس، وما يخالفه أو يختلف معه يُدّنس فَتُكَفّر ويُهدر دمك.
عبادة السلطة: لاحظ أن الناس منغمسون بأمر السلطة والقوة، والتراتب الإداري والاجتماعي. إنها نقطة ضعف ضخمة تحتل عقولنا. هنا ندعو إلى التفكير بوضوح في دقة أو صحة أو ثبوت أو قانونية كلماتهم.
المرافعة المتناقضة: غالباً ما يقفز الناس الذين يروجون لفكرة أو معتقد غير صحيحين لتغيير قواعد اللعب عندما يشعرون أن جدران الحقيقة تطبق عليهم. ومن ذلك أن شخصاً يروج للطب البديل أو للوخز بالإبر الصيني يدّعي أنه يفيد لأن أكثر من ألف مليون صيني يستخدمونه، وعندما ترد عليه إن الإحصاءات الصينية تفيد أن 18 % فقط منهم يؤمنون به، يرد عليك أن الأرقام غير صحيحة.
عبء البرهان: اعلم أن عبء البرهان على صحة الادعاء الشاذ يقع على صاحبه. إنه المسؤول عن إثبات صحته، لأنه يصعب في كثير من الحالات إثبات العكس، مثل ادعاء أحد العلماء أنه يوجد أقوام في المريخ، فأنت لا تستطيع إثبات العكس.
التهجم على الشخص بدلاً من نقد الفكرة: عندما يفشلون في إثبات خللها، يهاجمون صاحبها وقد يشتمونه أو يكفّرونه، وهو تكتيك ضعيف، وفج، وخسيس لا يجعل ما يدّعونه صحيحاً، أي أنهم وقد عجزوا عن دحض أو قتل الرسالة، يقتلون الرسول.
الغد 2018-01-26