لا تتركوا الفلسطينيين وحدهم
ادرك الصعوبات والضغوطات التي يتعرض لها الاردن في الموضوع الفلسطيني، سواء من جهة الولايات المتحدة الاميركية التي تلوح بعصا عمياء، ام من جهة اليمين الاسرائيلي المتربص للانقضاض على مصالحنا الحيوية.
بعض التنازل، بات ملموسا في الآونة الاخيرة، في موضوع ازمة السفارة تراجعنا للخلف ورضينا بنص الغنيمة، وايضا ما قاله الملك في دافوس يشعرنا بأننا امام قبول بالعودة لمسار التسوية مع بقاء ازمة الوعد الترامبي تجاه القدس.
لكن هناك مسألة هامة لابد من قراءتها والتعامل معها بحرفية عالية، فالفلسطينيون صامدون الى هذه اللحطة، يرفضون رؤية ترامب الجديدة لمسار التسوية، يرفضون واشنطن كوسيط، ويتعرضون لهجوم شرس من الادارة الاميركية.
موقف متقدم للفلسطينيين، سيكون التراجع عنه مصيبة وانكسار كبير، للجميع دون استثناء، لنا ولهم وللقدس ولمجمل القضية الفلسطينية.
من هنا نقول إن علينا مساندة الفلسطينيين لغايات تشجيعهم على عدم التراجع، فما لا نملك قوله والتمسك به امام الاميركان، يمكن ترك الفلسطينيين يقولوه ويتبنوه.
عصا قاسية عمياء يلوح بها ترامب للفلسطينيين، خطابه التهديدي غير مسبوق، هذه العصا يجب ان لا تخيف عمان، بل يجب ان تشكل دافعا لفهم حجم الارادة الاميركية لتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي علينا ان ندعم الفلسطينيين قدر المستطاع.
لا تسوية دون الفلسطينيين، لا الرياض ولا القاهرة يمكن ان تشكل بديلا عنهم، لا يمكن لترامب ان ينجح دون خضوع القيادة الفلسطينية، من هنا نراه يهدد بالويل والثبور، يرغّب بالمال كي يعودوا لتصفية قضيتهم.
الى الان لا اعرف كم سيستمر الفلسطينيون بالصمود الى اي مدى، وهل سنراهم يخضعون ويبحثون عن سلم عربي ينزلهم من اعلى الشجرة، كلها اسئلة برسم القلق والانتظار.
ما اراه مناسبا، ان تدفع عمان الفلسطينيين الى ابعد نقطة في الصمود والرفض، وان تقترب باقي الفصائل «حماس» من نقطة تشجيع الموقف الحالي وعدم التشكيك فيه، والابتعاد عن الحسابات الفصائلية.
هي فرصتنا نحن في الاردن، ان نوظف الرفض الفلسطيني كموقف تبادل ادوار معهم، فما نخشى قوله يقولوه، بشرط دعمنا استمرار موقفهم الجيد.
السبيل 2018-01-28