أب يقتل ابنه؟
هو خبر ليس صاعقاً فحسب كما وصفته الأخبار، ولكنّه غير قابل للتصديق في الأحوال الطبيعية، ولكنّنا على ما يبدو نعيش مع بعض الناس الذين يعيشون خرافات أفكار “آخر الزمان” ، وعلم الغيب الذي لا يعلمه غير الله سبحانه.
أب يقتل ابنه خنقاً، ويرميه في بركة ماء، ثمّ يحاول الهرب من البلاد مع آخر، لأنّه “تلقّى رسائل من الله بفعل ذلك”، وكما تقول الأخبار فإنّه يحمل فكراً “تكفيرياً”، وهي تضيف أيضاً أنّه مختلّ عقلياً، وهذا يُفسّر الأمر، فحاملو الأفكار التكفيرية مختلّو العقل، وصولاً إلى قتل الأبناء.
نحن لم ننس، بعد، مشاهد القتل الجماعي بالسيوف على رقاب آلاف من الأبرياء، ليس لسبب سوى لأنّ هناك من كفّرهم، ولم ننس بالتالي أنّ هؤلاء المرضى النفسيين كانوا بالآلاف وتجمّعوا من أنحاء الدنيا في العراق وسوريا وغيرها، وتمّ الاعلان عن القضاء على وجودهم من مناطق سيطرتهم، ولكنّهم ما زالوا موجودين بالتأكيد في مناطق أخرى.
الأب الذي يقتل ابنه جاهز بالطبع لأن يقتل أبناء الآخرين، ولن تقمعه الطائرات والدبابات، وسيظلّ جاهزاً لتنفيذ جريمته المقبلة متى استطاع لأنّه يعتبر نفسه أداة إلهية للتنفيذ، فهل جهّز العالم الاسلامي ذاته لاعادة العقل لهؤلاء، وتحصينهم من هذا الجنون الذي ما زال مستمراً؟
السبيل 2018-01-29